من أول من طاف بالبيت العتيق
من بين الأسئلة الشائعة في المجال الديني و المترددة على أذهان العديد من الأفراد المسلمين الذين يقوموا بالبحث عنها للحصول على إجابة هو سؤال من أول من طاف بالبيت العتيق ، و هذا السؤال يدور حول البيت العتيق ذلك البيت المقدس و العظيم لدى المسلمين ، الذي يسمى أيضا بتسميات أخرى وهي الكعبة المشرفة و البيت المعمور و الحرم المكي و البيت الحرام ، و هذه الأسماء على كثرتها فإنها تدل على ذلك البيت المقدس المتواجد بمكة المكرمة المدينة المقدسة داخل المملكة العربية السعودية ، و كما لا يخفى على أحد أن البيت العتيق أو الكعبة المشرفة تعتبر قبلة المسلمين و أحد الأماكن التي يؤدي من خلالها المسلمين العديد من المشاعر و المناسك المقدسة من صلاة و حج و غيرها من المشاعر الأخرى .
يعتبر البيت العتيق أول بيت وضع للناس في هذه الأرض مصداقا لقوله تعالى ” إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ “ ، و الآن سنقدم لكم إجابة دقيقة حول سؤال أول من طاف بالبيت العتيق .
إقرأ أيضاً: تجربتي مع دعاء التسخير
أول من طاف بالبيت العتيق
أول من طاف بالبيت العتيق
عند الغوص في الفتاوى و الموضوعات التي اهتمت بالإجابة عن هذا السؤال يتضح أن هناك رأيين أو قولين :
ـ الرأي أو القول الأول : و فيه هذا الرأي يذكر الإمام القرطبي أن الملائكة هي أول من طافت بالكعبة الشريفة ، حيث قامت بتأسيس و بناء الكعبة ، و بعد ذلك قامت بالطواف من حولها بعد بنائها .
ـ القول الثاني : يرى الإمام القرطبي في رأي آخر أن ادم عليه السلام هو أول من طاف بالبيت العتيق ، حيث قام في الأول بتأسيس قواعد الكعبة المشرفة ، ثم بعد ذلك قام بالطواف من حولها ، و قد ذكر الإمام ابن كثير في تفسيراته ” أن الله سبحانه و تعالى أرسل جبريل إلى ادم يأمره ببناء الكعبة فقام ببنائها ، ثم أمره بالطواف بها و قيل له أنت أول الناس و هذا أول بيت وضع للناس . غير أن هناك إشكال في هذه الرواية لأن الحديث الوارد في شأنها ضعيف .
استنتاجا لما سبق يتضح أن القول الأول هو أكثر الأقوال حجة و قوة . أما الرأي الثاني لا يمكننا أن نقول عنه أنه صحيح ، لأنه لم يذكر في القران ولا يوجد في السنة أيضا ما يستدل عليه ، لذلك يبقى قول مشكوك في أمره .
إقرأ أيضاً: ما شاء الله، أم مشاء الله؟
مشروعية الطواف في الدين الإسلامي
مشروعية الطواف في الدين الإسلامي
يعتبر الطواف عبادة من العبادات المشروعة و المقدسة في الدين الإسلامي ، و الأدلة على ذلك كثيرة متواجدة في التشريع الإسلامي تضمنتها ايات قرانية و أحاديث نبوية عديدة ، سنقتطف بعضها على الشكل التالي :
ـ ما جاء في القران الكريم في سورة الحج ” ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ الاية “29 “
ـ ما جاء في السنة النبوية ، حيث ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا طاف في الحج أو العمرة ، أول ما يقدم سعى ثلاثة أطواف ، و مشى أربعة ، ثم سجد سجدتين ، ثم يطوف بين الصفا و المروة .
و هذه أدلة من القران الكريم و السنة النبوية كلها تدل على مشروعية الطواف حول البيت العتيق في الإسلام .
إقرأ أيضاً: صيغة إهداء ثواب قراءة القرآن للميت
مكانة البيت العتيق في الإسلام
مكانة البيت العتيق في الإسلام
الكعبة الشريفة أو بيت الله الحرام لها مكانة متميزة و كبيرة في الدين الإسلامي ، و تأتي هذه الأهمية نظرا لكون الكعبة المكان الوحيد الذي أمر الله عز و جل بالطواف به لأجل التقرب لله و العبادة ، أما الطواف بأي مكان اخر يعتبر شركا بالله ، كما أن الكعبة هي القبلة التي يصلي اتجاهها كل المسلمين في بقاع العالم ، و هي مكان حرم الله القتال فيه ، بالإضافة إلى أنها تحتوي على الحجر الأسود الذي يعد من أحجار الجنة ، و لا ننسى كذلك أنها أول بيت وضع على هذه الأرض من أجل عبادة الله . من هنا تأتي أهمية البيت العتيق الذي يتبوأ مكانة عظيمة و مقدسة لدى جميع المسلمين دون استثناء .
إقرأ أيضاً: خمسه احاديث تتناول شمائل اخرى مثل الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد
فضل الطواف بالبيت العتيق
فضل الطواف بالبيت العتيق
فضائل الطواف عديدة و عظيمة للمسلمين و منها ما يلي :
- ـ هناك قول مفاده أن من يخرج من منزله و نيته التوجه إلى حج بيت الله الحرام ، ومن يسعى من خلال الطواف حول بيت الله لغرض العبادة ، يكون له في كل خطوة يخطوها حسنة .
- ـ بعد الطواف و الحج يعود المسلم مثل الشخص البريئ الغير حامل للذنوب ، حيث يمكننا تشبيهه بالطفل الصغير ، لأن المسلم الذي يقوم بالطواف و الحج بالشكل الصحيح المنصوص عليه يرجع بدون ذنوب كما ولدته أمه .
- ـ يوجد العديد من الايات القرانية التي توضح لنا فضل الطواف في البيت العتيق منها قوله تعالى في سورة البقرة ” وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً للنّاس وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَآ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ ءَامَنَ مِنْهُم باللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ “
- ـ بعد تأدية الحج وفق ضوابطه يغفر للمسلم ما تقدم من ذنوبه السابقة ، حيث جاء في العديد من الأحاديث و كذلك أقوال الفقهاء أن أجر طواف المسلم في بيت الله الحرام يعادل أجر عتق رقبة .
- ـ يعتبر الطواف من العبادات و المناسك التي ينبغي على الحاج أو المعتمر تأديتها لكي تصح حجته و عمرته كذلك ، حيث ثبت على أن الرسول صلى الله عليه و سلم عند حجته بدأ بالطواف أولا ، حيث قالت عائشة رضي الله عنها : أن أول شيء بدأ به ـ حين قدم النبي صلى الله عليه و سلم ـ أنه توضأ ، ثم طاف . كما أن فضل الطواف يظهر بشكل بارز وواضح في السنة النبوية ، و ما جاء في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما الذي رواه عن رسول الله انه قال ” من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه ، كان كعتق رقبة ، لا يضع قدما ، ولا يرفع أخرى ، إلا حط الله عنه بها خطيئة ، و كتب له بها حسنة “، و الله أعلم .
و بهذا نكون قد وصلنا لختام مقالنا الذي تناول عدة معلومات و تفاصيل للإجابة عن السؤال الذي يتبادر لذهن العديد من المسلمين و هو ” من أول من طاف بالبيت العتيق ” نتمنى أن تكونوا استفدتم من الإجابة التي قدمناها لكم متابعينا الأعزاء ، و موعدنا متجدد في مقالات أخرى تهم جميع المجالات المعرفية التي يحتاجها المواطن العربي ، أي استفسارات أو أسئلة اتركوها في التعليقات .