أدعية جميلة ♥️

كيف أتقرب إلى الله عز وجل

إن التقرب إلى الله من أعظم الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الإنسان لأن الله عز وجل أمر عباده لكي يعبدوه ويلجؤوا له ويتقربوا منه، عن طريق العديد من الوسائل والطرق التي تجعلك تشعر بالقرب من الله، لكن لو كنت تشعر أنك أصبحت بعيدا عن الله سبحانه وتعالى ولا تعرف الطرق والوسائل والتي يمكنك القيام، ما عليك سوى أن تقوم بقراءة هذا المقال كاملا فلقد حاولنا قدر الإمكان إيجاد العديد من الطرق التي تؤدي إلى التقرب من الله والشعور بالطمأنينة والراحة، لأنه ليس من الجيد أبدا أن تكون علاقتنا مع ربنا ضعيفة وفي الكثير من الأحيان تكاد تكون منعدمة وينبغي إحياؤها، لذا سوف نتطرق بالحديث في هذا المقال عن مفهوم التقرب من الله، والوسائل والطرق التي يمكن عن طريقها التقرب من الله، وسوف نتحدث أيضا عن فضل وفوائد التقرب من الله عز وجل.

مفهوم التقرب إلى الله

إن مفهوم التقرب من الله يتمحور حول العبادات والقيام بالأعمال الصالحة وأداء الفرائض والنوافل، والقيام بسلوكات حسنة في الحياة ترضي الله والرسول صلى الله عليه وسلم، والتقرب إلى الله يمنح صاحبها الطمأنينة والسكينة في حياته وتسهل عليه أمور الدنيا والآخرة وتجعله من المقربين إلى الله، فالذين يتقربون إلى الله بالأعمال الصالحة مكانتهم عنده مميزة وخاصة، كما أن كل حسنة قام بها العبد جزاه الله بعشرة أمثالها، ومفهوم التقرب إلى الله لا يعني فقط القيام بأمور العبادة تجاه الله من صدقة وصلاة وصوم، بل تشمل كل مناحي الحياة من عمل صالح والإحسان إلى الناس والحيوان وفعل الخير، والنهي عن المنكر، والعلم النافع.

علاقة العبد مع الله

إن علاقة العبد مع الله هي علاقة مميزة وروحانية بامتياز، فكلما كانت علاقتنا مع الله قوية ومتشبثة زادت فرصنا في السلام والراحة والطمأنينة وتيسير كل حوائجنا في الدنيا، فلابد على كل فرد مسلم أن يقوي علاقته مع الله ويتخلص من ذلك الجمود في العلاقة بسبب مشاغل الدنيا ومفاتنها فهي التي تجعلنا نبتعد عن الله فلقد أصبح هم الناس تحصيل المال والشهرة والبنون والشهوة وغيرها من مفاتن الدنيا وابتعدوا عن الدين وعن الله ورسوله،

التقرب إلى الله وخشيته

لكن مهما أخطأ الإنسان ومهما ارتكب من معاص من غير الشرك بالله الواحد القهار ومهما كانت علاقته مع الله بعيدة، فرحمة الله واسعة ولا حدود لها أبدا، الله عز وجل رحيم بعباده غفار تواب يكفي أن يستغفر العبد لربه وأن يتوب توبة نصوحة وأن يقوي علاقته مع الله، فبالتأكيد رحمة الله وعطفه ستشمله وسيغفر له ذنوبه، لكن شريطة أن لا يقوم بارتكاب تلك الذنوب والمعاصي مرة أخرى بحجة أن الله غفور رحيم.

طرق التقرب من الله

إن التقرب من الله هو اتباع ما يأمرنا به الله عز وجل ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم واجتناب البعد عن ما نهانا عنه وعن المعاصي، وأهم ما ينبغي القيام به أولا وقبل كل الشيء هو الإيمان بالله والتوحيد به وعدم الشرك به لأنه من أعظم الكبائر التي لا يغفرها الله الشرك به والشرك بوجوده أو اتخاد إلاه آخر غيره والعياذ بالله، ثم تأتي الفرائض الواجبات والنوافل، فلو حرص العبد على القيام بمجموعة من الأمور التي تساعده في التقرب من الله من صلاة واستغفار وصوم وفعل الخير وغيره، فبالتأكيد سوف يتمتع بجمال الدين الإسلامي ويحس بحلاوته ويصبح مؤمنا صالحا يخشى ربه ويتقيه.

ومن الوسائل والطرق التي تساعد وتساهم وتجعلنا نتقرب من الله عز وجل سوف نقوم بذكرها كالتالي :

التقرب إلى الله بالفرائض

إن أول ما ينبغي أن تقوم به للتقرب من الله هو أن تأدي كل الفرائض التي فرضهم الله والتي تعتبر دعائم الإسلام وركائزه الأساسية، وهذه الفرائض هي الصلاة والصوم والزكاة الصدقة والصوم .

التقرب إلى الله بالصلاة

الصلاة هي الوسيط بين العبد وربه فعندما نصلي فنحن نخاطب الله ونتحدث ونشكي له همومنا وأحزاننا ونطلب منه الرحمة والمغفرة وأن يجعلنا من عباده الصالحين، والصلاة هي أهم وأول شيء يحب أن يحرص عليه المسلم فعندما يلاقي ربه في الآخرة ويوم الحساب أول ما يسأل عليه هو صلاته، وجاء في حديث النبي عليه الصلاة والسلام قال: (خمسُ صلواتٍ افترضَهُنَّ اللَّهُ علَى عبادِهِ فمن جاءَ بِهِنَّ لم ينتقِصْ منهنَّ شيئًا استخفافًا بحقِّهنَّ فإنَّ اللَّهَ جاعلٌ لَه يومَ القيامةِ عَهْدًا أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ ومن جاءَ بِهِنَّ قدِ انتقَصَ منهنَّ شيئًا استخفافًا بحقِّهنَّ لم يَكُن لَه عندَ اللَّهِ عَهْدٌ إن شاءَ عذَّبَهُ وإن شاءَ غفرَ لَهُ).

كيفية التقرب إلى الله والبعد عن المعاصي

لذا فمن أساسيات الصلاة لكي نتقرب من الله بشكل جيد وصحيح أن تكون صلاة مستمرة وغير متقطعة كأن تصلي اليوم وتتوقف أسبوع فهذا لا يجوز، ويجب احترام أوقات الصلاة وعدم تأخيرها إذ يجب فور سماع الآذان أن تقوم للوضوء والصلاة.

التخشع في الصلاة من أساسيات التقرب من الله فلا يمكن تخيل صلاة بلى تخشع واستحضار للعقل والايمان كاملا أثناء الصلاة كما جاء في قوله عز وجل ” ويلن للمصلين اللذين هم عن صلاتهم ساهون” هذا تأكيد من الله عز وجل على ضرورة الخشوع أثناء الصلاة.

كما أنه ينبغي الحرص على الصلاة في المسجد ومع الجماعة لأنها من أفضل صفات التقرب من الله ولها أجر كبير عند الله، إذ أن صلاة الجماعة تساوي 27 مرة مقارنة مع صلاة الفرض، بالإضافة أن صلاة النوافل تزيد من التقرب إلى فلا ينبغي الاكتفاء فقط بصلاة الفرائض.

الاكثار من ذكر الله ودعاء التقرب من الله والاستغفار صبحا وعشية، لأن الاستغفار يزيل الهموم والذنوب ويقرب العبد من ربه، كما أنه يفتح أبواب الرزق وتفريج الهموم وإزالة الكرب، فالاستغفار الدائم دليل على العبد المؤمن.

التقرب من الله بالصوم

الصوم هو الامتناع عن شهوتي البطن الفرج من طلوع الشمس إلى غروبها بنية التقرب إلى الله، وهو فريضة من فرائض الإسلام، لكن الهدف الأسمى من الصوم هو الإحساس بالفقراء وهو عبادة تقربنا من الله عز وحل.

لذا فالصوم من الطرق التي تقربنا إلى الله عز وجل ومع ارفاق الصوم بتلاوة القرآن والاستغفار والدعاء فهذا يحقق الراحة والطمأنينة ويجعلك تحس بأن الله معك وبقربك.

التقرب إلى الله بالزكاة

الزكاة هي الإنفاق في سبيل الله وابتغاء مرضاته، فالزكاة لها العديد من الفوائد منها التقرب من الله عز وجل، مضاعفة الأجر والثواب، تكفير الذنوب والسيئات، شكر الله على نعمة المال والاعتراف بفضله.

فالزكاة ومساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين هي من سمات المسلم وتقربنا من الله، قال سبحانه وتعالى” خد من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلي عليهم إن صلواتك شكر لهم والله سميع عليم”.

التقرب إلى الله بتلاوة القرآن الكريم

تعتبر قراءة القرآن من أعظم ما يكن للمسلم أن يتقرب بواسطته إلى الله، فالقرآن الكريم وما تحمله آياته وسوره من معان ودلالات وتلاوتها بتخشع وبقواعده تريح القلب وتهدأ النفس والروح، وتجعل قارئه يحس بالراحة والطمأنينة، كما أن تلاوة القرآن والتمعن في ما يقصده الله تحس وكأنه يخاطبك ويتكلم معك، وتشعر بخشية ومحبة الله لك وتتقرب من الله.

أسرار التقرب إلى الله

لهذا لا ينبغي إهمال قراءة القرآن وجعله منسيا بل ينبغي على الأقل قراءة صفحة واحدة في اليوم لما لها من الأجر والثواب والمغفرة.

كما أن قراءة حرف واحد من القرآن يساوي حسنة وحسنة بعشرة أمثالها، ولو كنت تشعر بالضيق والحزن والغم ما عليك سوى الاستماع إلى شيخك المفضل وهو يتلو آيات الله وسوف تلاحظ الراحة والسكينة التي سوف تشعر بها لن تجد مثيلا لها في الدنيا أبدا.

التقرب إلى الله باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم

كتاب التقرب إلى الله

من الأمور الأخرى والضرورية والتي تساعد في تقربنا من الله عز وجل هي اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع كل ما يأمرنا به وينهانا عنه وبما ينصحنا، فالنبي محمد عليه الصلاة والسلام هو قدوة المسلمين وخير البرية فهو من علمنا كيف نتقرب من الله ونعبده ونخشاه ونطيعه ولا نعصاه، وقد جاء عنه عز وجل حيت قال ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبكم الله ويغفر لكم ذنوبكم” والمقصود من قوله عز وجل أن نتبع الرسول عليه الصلاة والسلام ف باتباع النبي فيه مفتاح للتقرب من الله وتكفير الذنوب.

التقرب إلى الله بالعلم النافع

العلم من وسائل التقرب من الله لما لها من منافع على الإنسان وتمعن في خلقه وفي آياته فكلما تدبر الإنسان في الكون وزاد علمه ومعرفته لما حول زاد إيمانه بالله وأصبح أكثر خشية وتقوى، وكم رأينا من علماء أجانب دخلوا الإسلام وأصبحوا أكثر إيمانا وقربا من الله وذلك عن طريق اكتشافهم لمعاني الكون وعجائب خلق الله وعظمته وتيقنهم من أن الله موجود وواحد قهار وقادر على صنع العجائب.

وقال عز وجل ” إنما يخشى الله من عباده العلماء” وهذا لأن العلماء كما قلنا أكثر الناس علما ومعرفة به.

التقرب إلى الله بالأخلاق الحميدة

من الأمور الأخرى والمهمة التي تمكن المسلم والعبد من التقرب إلى الله ونيل رضاه ومحبته، فالأخلاق الحسنة أمر بها الله والرسول صلى الله عليه وسلم وجاء عن النبي بقوله” إن من خياركم أحسنكم أخلاقا”، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أكثر الأعمال التي تدخل الجنة وأجاب “تقوى الله وحسن الخلق”.

والأخلاق الحسنة هي ما تميز الناس الجيدة، فكلما اتسم الشخص بأخلاق حينة زاد قربه من الله وزادت محبة الناس له، والأخلاق الحسنة كثيرة جدا ومنها : (التسامح، المحبة، الإخلاص، الوفاء، الأمانة، الصبر، الصدق، مساعدة كل محتاج، الإحسان للناس، التواضع، التبسم في وجه المسلم).

أبوب التقرب إلى الله

حدثنا ابن أبي عمر قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا عمرو بن دينار ، عن ابن أبي مليكة ، عن يعلى بن مملك ، عن أم الدرداء ،  عن أبي الدرداء ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء ” ” وفي الباب عن عائشة ، وأبي هريرة ، وأنس ، وأسامة بن شريك وهذا حديث حسن صحيح سنن الترمذي- الجامع الصحيح .

التقرب إلى الله بالنوافل

النوافل تقرب العبد من ربه، وتعرف النوافل بأنها كل ما زاد عن الفرائض وهي غير مفروضة ويقوم به المسلم بإرادته، ولكن لها فضل وأجر كبير جدا عن الله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله قال : ” من عاد لي وليا فقد أذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي من بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه”.

وهناك النوافل العملية مثل صيام التطوع كصيام يوم الأحد والخميس وستة أيام من شوال وغيرها، والصدقة، وصلاة النوافل كقيام الليل ولما له أجر عظيم ومنزلة عند الله، وجاء في حديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، اذ قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: (ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجلُ من جوف الليل، قال: ثم تلا: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم – حتى بلغ – يعملون وذكر الله -تعالى- ودعائه).

والنوافل القولية هي ذكر الله كثيرا والاستغفار والتسبيح وقراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأدعية تقرب من الله .

النوافل المالية هي أيضا من وسائل التقرب إلى الله مثل الصدقة والتصدق على الفقراء والمحتاجين جاء في قوله عز وجل : (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)،

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ )) رواه البخاري في صحيحه )

عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلَّا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ، أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ».

قَالَتْ أَمُّ حَبِيبَةَ: فَمَا بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ. وقَالَ عَمْرٌو: مَا بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ. وقَالَ النُّعْمَانُ: مِثْلَ ذَلِكَ.

أبرز الأيات التي توحي بالتقرب إلى الله بطرق هائلة

قال تعالي : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ سورة البقرة، الأية 13 .

قال تعالي : ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾  (سورة الأحزاب :71 ) .

قال تعالي : {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 10 – 14]

قال تعالي : فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ} [الواقعة: 83، 84]،

قال تعالي : {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 88، 89].
قال تعالي : {‏وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ‏}‏ (سورة العلق، الأية 19 )

قال تعالي : ‏{‏وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏99‏]

قال تعالي : ” وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ‏}‏ (‏المطففين28)

‏قال تعالي : {‏وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ‏}‏ ‏[‏ق 16‏]

‏{‏وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان‏}‏ ‏[‏البقرة 186‏]قوله سبحانه وتعالي – في حديث قدسي:  ( وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إلىَّ مما افترضتُه عليه (

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى:

(أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً )

(أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد ).

التقرب إلى الله ببر الوالدين

قد أمرنا الله عز وجل في العديد من الآيات القرآنية ببر الوالدين الإحسان لهم بالمعروف، فقد عظم ديننا مكانة الوالدين، ولكي تتقرب من الله أحسن إلى والديك ولا تنهرهما وقل لهما كلاما حسنا وطيبا واعمل على ارضائهم وطاعتهم والبر بهم ، وادعي لهم بالمغفرة في الحياة الدنيا والآخرة.

طرق أخرى تساعد في التقرب إلى الله

كبح النفس من ارتكاب المعاصي التي تفقد وتضع إيمان الشخص وتجعله غارقا في شهواته وشهوات الدنيا وينسى ما سوف يسأل عنه يوم القيامة.

أولى خطوات التقرل إلى الله

معرفة الذنب الذي اقترفه العبد والتوبة والرجوع إلى الله واستغفار ربه وطلب ربه أثناء ركوعه بأن يغفر له كل ذنوبه ومعاصيه، والدعاء بالاستقامة والتغلب على الشيطان، والابتعاد نهائيا عن الذنوب والمعاصي، كل هذه الأمور تقرب العبد من ربه والله يحب عباده التوابين الغفارين فقال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ).

صلة الرحم من الأمور الأخرى التي تقرب الإنسان من ربه فقد أوصانا الله تعالى بأهمية صلة الرحم وزيارة الأقارب وتذكرهم ولما لها من فوائد وأجر عظيم عن الله.

الصحبة الصالحة الابتعاد عن رفاق السوء من الأمور التي تساهم في التقرب إلى الله، لأن الصحبة السيئة وأصدقاء السوء يبعدونك عن طريق الله وطاعته ويدخلونك إلى الطريق الخطأ وارتكاب الذنوب والمعاصي وما لا يرضي الله، لكي تكون علاقة قريبة مع الله يجب مرافقة أصحاب الخلق الحسن والذين يخشون الله ويعرفون مالهم وما عليهم، وناجحين في حياتهم وعلاقتهم مع الله قوية، فكما يقال من عاشر قوما أربعين يوما صار منهم، هذا يعني أن البيئة المحيطة بك تأثر عليك إما بشكل سلبي أو إيجابي.

فوائد التقرب من الله

التقرب من الله له العديد من الفوائد على صحة الإنسان الجسدية والعقلية ولها أيضا العديد من الفوائد الروحية والنفسية ويمكن ذكر بعض هذه الفوائد كالتالي :

  • تخفيف الضغوط النفسية والشعور ب الطمأنينة والسكينة والسلام الداخلي.
  • يصبح الإنسان أكثر سعادة وتفاؤلا في الحياة ويرى الأمور بنظرة إيجابية.
  • الصلاة والصوم وقراءة القرآن علاج للروح.
  • كما أن السجود يخلص الجسم من الطاقة السلبة ويمنحه الطاقة الإيجابية التي تمدها الأرض.
  • الصلاة تخفف من الآلام في المفاصل والآلام الموجودة أسفل الظهر، كما أنها تساعد على هضم الطعام بشكل جيد وتقوية العضلات والأداء البدني.
  • للصيام دور مهم في تنقية الجهاز الهضمي وتخليصه من السموم، ويساهم في تسهيل سريان الدورة الدموية في الجسم.
  • السجود أثناء الصلاة يقوي الذاكرة ويقي من الإصابة بالجلطات، كما أن السجود يوصل الدم إلى الدماغ فيقوي الذاكرة.
  • كما أن قراءة القرآن تقوي الذاكرة وتجعل عملية الحفظ سهلة والقدرة على الاستيعاب الجيد، كما أن الاستماع إلى القرآن يشفي العديد من الأمراض.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام موضوعنا المتعلق بطرق التقرب إلى الله، فلقد قمنا بذكر العديد من الطرق والوسائل التي تساعد الإنسان في التقرب من ربه من صلاة وصوم وزكاة وبر الوالدين وذكر الله والاستغفار والعديد من الأمور التي ذكرناها، كما ذكرنا الفوائد التي تعود من التقرب إلى الله، وبشكل عام لو كان العبد مقصر من جهة ربه ويوجد فراغ كبير بينه وبين الله فمن الضروري مراجعة النفس والتغلب على الشيطان والقيام بكل هذه الأمور التي ذكرنا من أجل تحقيق السكينة والحصول على مرضاة الله.

Subscribe
نبّهني عن

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments