تعليماسلامعلوم

نظرية داروين في الإسلام

لقد أثارت نظرية داروين للتطور جدلا واسعا، وعرفت انتشارا كبيرا، لكن هذه النظرية لم تلق قبولا عند الجميع، فالبعض اعتبرها نظرية علمية منطقية تفسر تطور الكائنات الحية عبر الزمن، لكن ذهب البعض الآخر الى معارضة هذه النظرية ورفضها رفضا قاطعا، لأنها تتناقض مع ما جاءت به الديانات التوحيدية.

في هذا المقال سوف نحاول تسليط الضوء على هذه النظرية من منظور الإسلام، وسنتعرف على رأي العلماء المسلمين في هذه النظرية، لكن قبل ذلك لابد أن نعرف هذه النظرية حتى نفهم ما ترمي إليه.

إقرأ أيضا:
نظرية داروين للتطور
نظرية داروين حول أصل الإنسان
إثبات خطأ نظرية داروين

ما هي نظرية التطور

يعرف علماء البيولوجية التطور بأنه التغير والانتقال من حالة الى أخرى في الكائنات الحية، ويتم هذا التغير في الخصائص الداخلية للكائنات الحية أي الخصائص الجينية، كما يمكن أن يحدث التغير في الخصائص الخارجية من خلال التأقلم مع الظروف، ولكي نبسط الأمر فالتطور يعني أن الكائنات الحية هي نتاج لتطور حدث في الكائنات السابقة عبر ملايين السنين، أي أن الكائنات الحالية ولدت من كائنات سابقة عليها.

تقوم هذه النظرية عند داروين على فكرة أساسية هي أن الكائنات الحية كلها تشترك في أصل واحد، وهذا الأصل هو الخلية الأولى التي تفرعت عنها كل الكائنات الحية الموجودة على البسيطة، وقد استدل داروين على نظريته بمجموعة من الدلائل حتى يثبت صحتها، أو على الأقل منطقيتها، حيث يرى بأن هناك مجموعة من الصفات المشتركة بين الكائنات الحية، وأن الاختلاف الملاحظ اليوم بين الكائنات هو نتيجة للظروف الطبيعية القاسية التي مرت منها هذه الكائنات والتي ألزمتها على التأقلم مع هذه الظروف ومع المناخ، كذلك فإن التغير في التضاريس والأماكن يحتم على الكائنات التأقلم.

وقد قدم داروين مجموعة من الأمثلة على هذا الأمر، حيث رأى بأن مثلا العضو الموجود في الجسم والذي نطلق عليه “الزائدة” يوجد حتى عند بعض الحيوانات خصوصا العاشبة منها، لكن ليس هذا هو الأمر المثير، بل المثير في الأمر هو أن هذه الزائدة تلعب دورا مهما في إحالة المادة الخشبية الموجودة فى الأعشاب الى سكر حتى تسهل عملية الهضم، أما الزائدة عند الإنسان فلا تؤدي أي دور، من خلال هذا رأى داروين بأن اإنسان غير من نظام غذائه اليوم، فلم يعد نظامه الغذائي يقتصر على الأعشاب فقط، لذلك لم تعد الزائدة تؤدي أي دور في جسم الإنسان، لكن في زمن سابق حينما كان الإنسان يقتات على الأعشاب، فإن الزائدة كان لها دور مثل الدور الذي تقوم به عند الحيوانات العاشبة، وهذا المثال كفيل بجعل داروين يقول بأن الإنسان أيضا خضع لعملية تطور.

ومن الأمثلة الأخرى التي قدمها داروين حول مسألة أن الظروف تتحكم في تطور الكائنات، ما جمعه من معلومات خلال رحلته الطويلة التي قام بها على السفينة العسكرية البيكل، ومن هذه المعلومات ما جمعه عن طائر الحسون، حيث لاحظ أن شكل منقار هذا الطائر يختلف حسب التضاريس والمناخ، فمنهم من يملك منقارا طويلا، ومنهم من يملك منقارا قصيرا بمعنى أن هذا الطائر يضظر الى التأقلم مع الظروف التي يعيش فيها.

ماذا يقصد داروين بالإصطفاء الطبيعي؟

من الإفكار الأساسية أيضا في نظرية التطور عند داروين وهي فكرة محورية الاصطفاء الطبيعي أو الانتقاء الطبيعي، وقد عرف دارون الاصطفاء الطبيعي بأنه الآلية التي يتم من خلالها التطور في أفراد معينة من الكائنات، وتتم عملية التطور هذه إما بشكل داخلي الخصائص الوراثية أو خارجي التأقلم مع الوسط.

ويحدث الاصطفاء الطبيعي عند داروين من خلال مجموعة من الخصائص، ومن هذه الخصائص التبارز، أي التنافس بين الكائنات حول الموارد الأساسية للحياة كالطعام والماء .. ، ثم التوالد أو الإفراط في التوالد الذي يعزز مسألة حماية الأفراد من الأخطار من خلال تكوين جماعات وقطعان، من الخصائص أيضا ما يسمى بالاصطفاء الجنسي، ويقصد به قوة الأفراد وقدرتها على اختياز الزوج المناسب، ولا بد من أن تتوفر في هذا الزوج كل صفات الحياة كالقوة وغيرها، حتى يستطيع التأقلم ويمرر هذه الصفات للأجيال اللاحقة، بعد ذلك يحدث الاصطفاء من خلال كل هذه الخصائص أي أن البقاء والاستمرار في الحياة يكون للأقوى وللأصلح.

دعونا الآن نلقي نظرة على صحة هذه النظرية من منظور الإسلام

نظرية داروين في الإسلام

بما أن الإسلام من الديانات التوحيدية التي كرمت الإنسان وجعلته خليفة الله في الأرض، فمن الطبيعي أن يعارض نظرية التطور، لأن هذه النظرية قد تخالف بشكل من الأشكال ما جاء به القرآن الكريم، لكن لابد أن نشير الى أن معارضة الإسلام لهذه النظرية ليس ناتج عن تعصب أد دوغمائية، بل إن هناك مجموعة من العلماء في مجال البيولوجيا عارضوا أيضا هذه النظرية وأبطلا صحتها، منهم الطبيب الأمريكي جوزيف كوهن الذي قال بأن هذه النظرية مليءة بالأخطار، كما عورضت هذه النظرية أيضا من طرف الكنيسة الكاثوليكية إذ اعتبرتها معارضة للنص الديني.

ومن بين الأشخاص الآخرين الذين عارضوا هذه النظرية الإستاذ فرخو، الذي رأى بأن مسألة أن الإنسان ينتمي اللى صنف من القردة هو قول خاطئ، وأن هناك فرق شاسع بين الإنسان والقردة، وقد عورضت هذه النظرية أيضا من قبل دلاس الذي اعتبر أن مسألة الانتقاء الطبيعي لا يمكن أن يزدق على الإنسان.

إن أول من نقض نظرية داروين هو داروين نفسه حيث قال: إذا لم يثبت العلم صحة نظرية التطور فهي باطلة، لكن لماذا يحب الناس هذه النظرية؟ حسب قول الدكتور محمد راتب النابلسي، أن الناس يحبون هذه النظرية لأنها مريحة، ولا تعترف بمسألة الآخرة أو مسالة الثواب والعقاب، حيث أن الإيمان بهذه النظرية يرفع المسؤولية عن صاحبها ولا يعود الإنسان مسؤولا عن أفعاله، وقد اعتبر البعض الآخر بأن هذه النظرية تغتال العقل وتكرس الاستدلالات العوجاء وتزيف العلم.

إن العلم الطبيعي في الدين الإسلامي دال عل الله، ولا يقوم إلا على مصادر المعرفة المنبثق على الايمان بالخالق (الفطرة والعقل والعلم والخبر والحس).

فريق التحرير H

خبير متخصص في مجال التقنية. بفضل معرفتي الواسعة بعالم التكنولوجيا، أقدم مقالات مميزة ومفهومة بسهولة تتعامل مع أحدث التطورات التقنية والأفكار الرائدة. بفضل خبرتي الوافرة، أسعى دائمًا لتقديم حلول بسيطة ومفيدة لزوار الموقع، مساعدًا الناس في فهم التقنية واستفادتها في حياتهم اليومية. تجمع مقالاتي بين الاستفادة العملية والإلهام لمتابعينا، في حالة كان لديك أي مشكل في ما يخص المقال المرجو ترك تعليك، سوف اكون سعيد بالاجابة عن سؤالك او حل المشكل الخاص بك.
Subscribe
نبّهني عن

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments