تقنية

ماهي السورة التي يطلق عليها عروس القرآن؟

من بين السور المكية في القرآن الكريم، والتي يطلق عليها عروس القرآن هي سورة ٱلرَّحۡمَٰنُ، عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” لكل شيء عروس، وعروس القرآن سورة ٱلرَّحۡمَٰنُ”.
يطلق على سورة ٱلرَّحۡمَٰنُ “عروس القرأن”، لأنها من بين السور المكية التي تعالج أصول العقيدة الإسلامية، وبأسلوب جد مميز أيضا.

سورة ٱلرَّحۡمَٰنُ هي الخامسة والخمسون في القرآن الكريم، عدد آياتها ثمان وسبعون آية، وأنزلت بعد سورة الرعد، وهي السورة الوحيدة التي تبتدئ بإسم من أسماء الله الحسنى، لهذا سميت بإسم ٱلرَّحۡمَٰنُ، مع العلم أن جميع آياتها خالية من ذكر إسم الجلالة “الله”.

مضمون آيات سورة ٱلرَّحۡمَٰنُ:

سميت السورة الكريمة بإسم ٱلرَّحۡمَٰنُ، لإبتدائها بإسم من أسماء الله الحسنى وهو”ٱلرَّحۡمَٰنُ”، كما أن الكثير من العلماء يدعون أن خلف تسميتها بٱلرَّحۡمَٰنُ هو ذكره تعالى برحمته على عباده من الجن والإنس.

افتتحت السورة الكريمة “ٱلرَّحۡمَٰنُ”، بتعليم القرآن وجميع العلوم الأخرى، لقوله تعالى”عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ ٢ خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ ٣ عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ ٤.

ذكره تعالى لمجموعة من النعم في السورة الكريمة “ٱلرَّحۡمَٰنُ”، والتي لا تعد ولا تحصى، وإبداعه تعالى في الكون، وأمره تعالى لسائر خلقه بالعدل، لقوله تعالى: “ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ بِحُسۡبَانٖ ٥ وَٱلنَّجۡمُ وَٱلشَّجَرُ يَسۡجُدَانِ ٦ وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلۡمِيزَانَ ٧ أَلَّا تَطۡغَوۡاْ فِي ٱلۡمِيزَانِ ٨ وَأَقِيمُواْ ٱلۡوَزۡنَ بِٱلۡقِسۡطِ وَلَا تُخۡسِرُواْ ٱلۡمِيزَانَ ٩ وَٱلۡأَرۡضَ وَضَعَهَا لِلۡأَنَامِ ١٠ فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَٱلنَّخۡلُ ذَاتُ ٱلۡأَكۡمَامِ ١١ وَٱلۡحَبُّ ذُو ٱلۡعَصۡفِ وَٱلرَّيۡحَانُ ١٢.

بيانه تعالى نشأة خلقه، من الإنس والجن، وسائر الكون، من الشمس والقمر والبحر والسماء، ووصفه تعالى للجنة والنار، واستخدام السورة لأساليب تتضمن ترغيبا في القيام بعمل يرضي الله سبحانه وتعالى، وهذا هو حال المتقين السعداء، وترهيبا من القيام بعمل يغضب الله عز وجل، وهذا هو حال المجرمين، مع تكراره تعالى للآية الكريمة”فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ” واحد وثلاثون مرة. لقوله تعالى:”فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٣ خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِن صَلۡصَٰلٖ كَٱلۡفَخَّارِ ١٤ وَخَلَقَ ٱلۡجَآنَّ مِن مَّارِجٖ مِّن نَّارٖ ١٥ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٦ رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ وَرَبُّ ٱلۡمَغۡرِبَيۡنِ ١٧ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٨ مَرَجَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ يَلۡتَقِيَانِ ١٩ بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ ٢٠ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٢١ يَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ ٢٢ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٢٣ وَلَهُ ٱلۡجَوَارِ ٱلۡمُنشَ‍َٔاتُ فِي ٱلۡبَحۡرِ كَٱلۡأَعۡلَٰمِ ٢٤ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٢٥ كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا فَانٖ ٢٦ وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ٢٧ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٢٨ يَسۡ‍َٔلُهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖ ٢٩ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٠ سَنَفۡرُغُ لَكُمۡ أَيُّهَ ٱلثَّقَلَانِ ٣١ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٢ يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُواْ مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُواْۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلۡطَٰنٖ ٣٣ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٤ يُرۡسَلُ عَلَيۡكُمَا شُوَاظٞ مِّن نَّارٖ وَنُحَاسٞ فَلَا تَنتَصِرَانِ ٣٥ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٦ فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ ٣٧ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٨ فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُسۡ‍َٔلُ عَن ذَنۢبِهِۦٓ إِنسٞ وَلَا جَآنّٞ ٣٩ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٠ يُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِيمَٰهُمۡ فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ ٤١ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٢ هَٰذِهِۦ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٤٣ يَطُوفُونَ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَ حَمِيمٍ ءَانٖ ٤٤ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٥ وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ ٤٦ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٧ ذَوَاتَآ أَفۡنَانٖ ٤٨ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٩ فِيهِمَا عَيۡنَانِ تَجۡرِيَانِ ٥٠ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٥١ فِيهِمَا مِن كُلِّ فَٰكِهَةٖ زَوۡجَانِ ٥٢ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٥٣ مُتَّكِ‍ِٔينَ عَلَىٰ فُرُشِۢ بَطَآئِنُهَا مِنۡ إِسۡتَبۡرَقٖۚ وَجَنَى ٱلۡجَنَّتَيۡنِ دَانٖ ٥٤ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٥٥ فِيهِنَّ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ لَمۡ يَطۡمِثۡهُنَّ إِنسٞ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَآنّٞ ٥٦ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٥٧ كَأَنَّهُنَّ ٱلۡيَاقُوتُ وَٱلۡمَرۡجَانُ ٥٨ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٥٩ هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ ٦٠ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٦١ وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ٦٢ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٦٣ مُدۡهَآمَّتَانِ ٦٤ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٦٥ فِيهِمَا عَيۡنَانِ نَضَّاخَتَانِ ٦٦ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٦٧ فِيهِمَا فَٰكِهَةٞ وَنَخۡلٞ وَرُمَّانٞ ٦٨ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٦٩ فِيهِنَّ خَيۡرَٰتٌ حِسَانٞ ٧٠ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٧١ حُورٞ مَّقۡصُورَٰتٞ فِي ٱلۡخِيَامِ ٧٢ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٧٣ لَمۡ يَطۡمِثۡهُنَّ إِنسٞ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَآنّٞ ٧٤ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٧٥ مُتَّكِ‍ِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ ٧٦ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٧٧ تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ٧٨.

فضل سورة ٱلرَّحۡمَٰنُ:

سورة ٱلرَّحۡمَٰنُ لها فضائل عدة عند تلاوتها، حيث أنها من السور المكية التي روى عنها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة، وهي السورة التي استمع لها الجن، عند سماعهم للآية:”فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ”، وقالوا كيف لنا أن نكذب بأياته تعالى، وحمدوا الله بعدها. ومن فضائل السورة الكريمة نجد:

● نيل الشفاعة:


إن سورة ٱلرَّحۡمَٰنُ، من بين السور التي تشفع لصاحبها يوم القيامة أي قارئها، وهي من تجعلهم في أعلى درجة وأحسن صورة وتخفف عنهم يوم الحساب، يوم لا ينفع مال ولا بنون، كما تميزهم عند قرائتها باستمرار، وذلك برائحة طيبة تفوح من فمهم.


● الإفراج عند الكرب:

لا يجب على الإنسان أن ييأس عن إصابته بهم أو كرب، فلا يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، ويجب على المؤمن أن يؤمن بقدر الله وشره سبحانه، وسورة ٱلرَّحۡمَٰنُ تنجي من الكرب، وذلك عند تلاوتها باستمرار، ومن فضل هذه السورة الكريمة، أنها تزيل الهم والغم وإشعار المؤمن بالسكينة، فهي تدرك المؤمن بالتوكل على الله، ووضع أمر الخلق تحت أمره تعالى.

● دخول الجنة:

تميزت هذه السورة الكريمة بنيل صاحبها أي قارئها بالجنة، وهذه السورة الكريمة يتفكه به أهل الجنة في الجنة، أي جعلها سبحانه فاكهة في الجنة، ولذكره تعالى:”وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ ٤٦” حيث تبين الآية الكريمة وعده سبحانه وتعالى لسائر خلقه من الجن والإنس بالجنة، وذلك لإمتتالهم لأوامره سبحانه بطاعته واجتناب نواهيه .


Subscribe
نبّهني عن

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments