الغازأسئلة وأجوبةاسلام

ماهي الدولة التي واصلت الإسلام في إفريقيا؟

الجواب على هذا السؤال هو: دولة المرابطون.


إن الدين الإسلامي عرف إنتشار واسع وشامل عبر العالم بأسره، وذلك لأجل تبليغ رسالة سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم إلى البشرية جمعاء في كل أنحاء الأرض.


دولة المرابطون كانت أنذاك تعاني من الفساد بوثيرة فضيعة، مما جعل قائدها يحي بن إبراهيم يتخد قرارا لإصلاح أوضاع قبيلته من الأسوء إلى الأفضل، حيث عمل على استدعاء عبد لله بن ياسين لكي يحد من ظاهرة الفساد داخل قبيلة المرابطين، حيث أن هذا الإستدعاء سيغير أحوال القبيلة وسينقذها بكل مجهوداته المبدولة للحد ومحاربة الفساد في أراضي المرابطون، لكن حدث وفاة عبد لله ياسين في سنة 415ه‍/1059م، ليتولى بعد ذلك أبو بكر بن عمر المتوني زعامة المرابطين، وبعد انضمامه رفقة قبيلته إلى المرابطين، بهدف توسيع الدولة وتعزيز الكثافة البشرية فيها. وينوب عنه إبن عمه يوسف بن تاشفين زعيما على المرابطين، ويقوم بنشر الإسلام في دولة سنغال ودول إفريقيا ككل، أما يوسف بن تاشفين واجه حاييم بن من الله وصالح بن طريق في حرب بسبب دعوتهم للنبوة، كما عمل على نشر الإسلام وحارب أعداء الدين. فلما عاد أبو بكر بن عمر اللمتوني وجد يوسف بن تاشفين عاملا على نشر الإسلام ومظاافر جهوده وقوته على ذلك، مما جعله يتنازل عن الحكم ويغادر دولة المرابطون ليذهب إلى إفريقيا لنشر الإسلام.


لكن بعد كل هذه المجهودات التي قدمها كل من يوسف بن تاشفين وأبو بكر بن عمر واللمتوني والعديد من المحاربين المسلمين الذين يعملون على نشر الإسلام عبر جميع البقع الإفريقية، وصلت دولة المرابطون إلى جسر النهاية والوفاة والإنحطاط الذي عاشته بسبب الفتنة والفساد، واتباع الأموال والشهوات والملذات الدنيوية التي لاتعد ولا تحصى.

إنشغال المرابطين بالحياة الخارجية والتخلي عن الحياة الداخلية، كما أنهم استمتعو بارتكاب الخطايا والذنوب والمعاصي سواء في الأندلس أو في المغرب. كما أن هناك حدث إقتصادي ساهم بشكل كبير جدا في انهيار دولة المرابطين ألا وهو الأزمة الإقتصادية أنذاك للمرابطين. كل هذه العوامل والأسباب أدت بدولة المرابطون إلى الإبتعاد عن السكة الصحيحة والوقوع في عتبة الركود والإنحطاط والفساد.

من أبرز الإجابات التاريخية التي أصدرها يوسف إبن تاشفين:

  • لقد إستطاع كل من يوسف المشرق صلاح الدين يوسف بن أيوب، ويوسف المغرب يوسف بن تاشفين، رفعوامجد الإنتصار، حيث قام الأول بإرجاع القدس إلى مقدس الإسلام، وقام الثاني قام بإرجاع الأندلس إلى العتبة الصحيحة، ونشر فيها الدين الإسلام والحضارة الإسلامية.

– يعتبر يوسف بن تاشفين بن إبراهيم اللمتوني الصنهاجي، الذي ولد سنة. (400-500ه‍/ 1009-1106م)، رمز الفحولة والقوة والمواجهة، كما إستطاعة قبيلته أن تتغلب بقوتها وسيطرتها على قبيلة صنهاجة، والتي تعد من أكبر القبائل الأمازيغية التي شكلت دورا بارزا في تاريخ المغرب الأوسط والصحراء الكبرى. كما أن يوسف كان متألق في فنون الحرب، ولديه القوة في الدفاع والمواجهة، إذ كان متفوق في مجال السياسة الشرعية على يد كبار الفقهاء خلال تلك الحقبة التاريخية.

نسب يوسف بن تاشفين، وصفاته ونبوغه:

هذه الطبقة من صنهاجة هم الملثمون الموطنون بالفقر وراء الرمال الصحراوية بالجنوب، أبعدوا في
المجاالت هناك منذ دهور قبل الفتح ال يعرف أولها. فأسحروا عن األرياف ووجدوا بها المراد وهجروا
التلول وجفوها واعتاضوا منها بألبان األنعام ولوحمها انتباذا عن العمران، واستئناسا باإلنفراد، وتوحشا
بالعز عن الغلبة والقهر. فنزلوا من ريف الحبشة جوارا وصاروا ما بين بالد البربر وبالد السودان حجزا،
واتخذوا اللثام خطاما تميزوا بشعاره بين األمم، وعفوا في تلك البالد وكثروا. وتعددت قبائلهم من كذالة
فلمثونة فمسوقة فتريكة فنوكا زغاوة ثم لمطة إخوة صنهاجة كلهم ما بين البحر المحيط بالمغرب إلى
غدامس من قبلة طرابلس وبرقة ليبيا. وللمتونة فيهم بطون كثيرة منهم بنو ورتنطق وبنوزمال وبنوصوالن
يـــــوسف بن تــــاشفين في التاريخ

وبنوناسجة ]…[ وكانت الرياسة فيهم للمتونة واستوسق لهم ملك ضخم منذ دولة عبد الرحمن بن معاوية
الداخل توارثه ملوك منهم: تالكاكين وورتكا أوراكن بنو ورتنطق جد ابي بن عمر أمير لمتونة في مبتدأ
دولتهم، وطالت أعمارهم فيها إلى الثمانين ونحوها ودوخوا تلك البالد الصحراوية ” 1

وقد تحدث عنهم الناصري قائال: “وموطن هؤالء الملثمين أرض الصحراء الرمال الجنوبية فيما بين بالد
البربر وبالد السودان، ومساحة أرضهم ما بين سبعة أشهر طوال وأربعة عرضا وفيهم قوما ال يعرفون
حرثا وال زرعا، إنما أموالهم األنعام وعيشهم اللحم واللبن يقيم أحدهم عمره ال يأكل خبزا إال أن يمر
ببالدهم التجار، فيتحفونهم بالخبز والدقيق وإنما قيل لهم الملثمون ألنهم يتلعثمون وال يكشفون وجودهم
أصال ” 2

وهناك من يذهب بأن أصل القبائل الصنهاجية من المشرق، وقد إنتقلوا إلى المغرب عن طريق الهجرة كما
يورد ابن األثير في كتابه )الكامل في التاريخ(، ” وهم عدة قبائل ينسبون إلى حمير، أشهرها: لمتونة،
ومنها أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين، وجدالة ولمطة. وكان أول مسيرهم من اليمن، أيام أبي
بكر الصديق، رضي االله عنه، فسيرهم إلى الشام وانتقلوا إلى مصر، ودخلوا المغرب مع موسى بن نصير،
وتوجهوا مع طارق إلى طنجة، فأحبوا االنفراد، فدخلوا الصحراء واستوطنوها إلى هذه الغاية ” 3
.
وينتسب يوسف بن تاشفين إلى قبيلة لمتونة أحد فروع صنهاجة، وقد ذكر علي بن أبي زرع الفاسي نسبه
الطويل، بحيث يقول “يوسف بن تاشفين بن إبراهيم بن ترقوت بن ورتانطق بن منصور بن مصالة بن
أمية بن واتملي بن تليت الحميري الصنهاجي من ولد عبد الشمس بن وائل بن حمير. أمه حرة لمتونية بنت
عم أبيه اسمها فاطمة بنت سير بن يحيى بن وجاج بن ورتانطق المذكور” 4
، وقد بين المؤرخون صفاته
الخلقية والخلقية؛ وذكر في كتاب )سير أعالم النبالء( للذهبي متحدتا عن أخالق يوسف، “فطلع بطال
شجاعا شهما عادال مهيبا]…[ كثير العفو، مقربا للعلماء، وكان أسمر نحيفا خفيف اللحية، دقيق الصوت،
سائسا، حازما]…[ وفيه بخل البربر” 5

المراجيع الأساسية :

  • 1 عبد الرحمن بن خلدون، تاريخ ابن خلدون المسمى بديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر.
  • 2 أحمد الناصري، اإلستقصا ألخبار دول المغرب األقصى.
  • 3 ابن األثير، الكامل في التاريخ، تحقيق محمد العرب.
  • 4 علي بن أبي زرع الفاسي، األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس.
  • 5 شمس الدين الذهبي، سير أعالم النبالء.

 عزيزي القارئ يسعدنا ان نقدم لك افضل ما لدينا من مواضيع ومعلومات متنوعة ومختلفة عبر موقعنا معلومة.

Subscribe
نبّهني عن

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments