مالك خازن النار في القرآن
مالك خزان النار
يعتبر خازن النار في الإسلام ملاكا خلقه الله تعالى، فكلفه الله عز وجل بأن يحرس جهنم أنجانا وإياكم، وبأن يكون رئيسة لخزنة النار، وقد عرف إسم خازن النار بإسم “مالك”، وذلك بذكره في القرآن الكريم.
إذا فمالك هو ملاك يحرس جهنم، وهي العقاب اللذي توعده الله تعالى لعباده اللذين إشتروا الظلالة بالمعصية، ورفضوا التوبة بعد الذنب، وقد جاء ذكر جهنم في الكثير من المواضيع بالقرآن الكريم لقوله تعالى، “عن طعام وشراب أهل نار”:
- (وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ).
- قال أيضاً:(وَإِن يَستَغيثوا يُغاثوا بِماءٍ كَالمُهلِ يَشوِي الوُجوهَ بِئسَ الشَّرابُ وَساءَت مُرتَفَقًا).
- قال سبحانه كذاك:(لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ*لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ).
مالك خازن النار في القرآن الكريم
ليست جميع الملائكة التي خلقها الله تعالى معلومة بالإسم في الإسلام، فهم قلة من الملائكة التي جاء ذكرهم بالإسم في القرآن الكريم أو السنة النبوية، كجبريل، وميكايل، وإسرافيل عليهم السلام، وكباقي هذه الملائكة عرف إسم خازن النار بمالك، بعد أن ذكر صراحة في القرآن الكريم، وخصيصا في الآية 77 من سورة الزخرف، إذ قال سبحانه وتعالى:(وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُون).
فبعد أن تمتلأ جهنم بأصحابها، نادوا مالك خازن النار بأن يقبضهم الله تعالى، فيأتيهم بعد ألف سنة مجيبهم إنكم ماكثون أي ظالون فيها.
مالك خازن النار في السنة
جاء ذكر مالك خازن النار في السنة، أي عن حديث لرسول صلى الله عليه وسلم، وقد دار هذا الحديث بين الرسول وجبريل عليه السلام، وذلك بعدما صعد الرسول عليه الصلاة والسلام إلى السماء، ثم شاهد جميع خلق الله، فإن صادف أي ملاك إستقبله بالإبتسام، وقول الخير والدوعوة إليه، إلا مالك فقد إكتفى بقول الخير والدعوته له ولم يبتسم، فعلى العكس بدى عابسا قابطا لا يعرف البشاشة، فسأل رسول الله جبريل عليه سلام عن حال هذا الملاك “أي مالك”، فأجابه جبريل “إن هذا مالك خازن النار” لايبتسم، وإذا بتسم سوما فلك يا رسول الله.
وقد زاد رسول الله في حديثه مع جبريل فقال عليه الصلاة والسلام:(يَا جَبْرَئِيلُ مَا مَرَرْتُ بِخَلْقٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا رَأَيْتُ الْبِشْرَ وَ اللُّطْفَ وَ السُّرُورَ مِنْهُ إِلَّا هَذَا ، فَمَنْ هَذَا ؟ قَالَ: هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ، هَكَذَا خَلَقَهُ رَبُّهُ، قَالَ: فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَطْلُبَ إِلَيْهِ أَنْ يُرِيَنِي النَّارَ، فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام إِنَّ هَذَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَ قَدْ سَأَلَنِي أَنْ أَطْلُبَ إِلَيْكَ أَنْ تُرِيَهُ النَّارَ، قَالَ : فَأَخْرَجَ لَهُ عُنُقاً مِنْهَا فَرَآهَا ، فَلَمَّا أَبْصَرَهَا لَمْ يَكُنْ ضَاحِكاً حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ”.