وصلتنا مجموعة من الأسئلة حول موضوع الدعاء تيسير الزواج. من بين الاستفسارات التي جعلتني أقوم بكتابة هذا الموضوع هو لامرأة كانت تريد الزواج من شخص تحبه، لكن أباها رفض هذا الشخص.
حيث تقول هذه المرأة ” كنت أريد الزواج من رجل كنت أحبه، لكن رفض هذا الزواج، لكني لم أستسلم وبقيت مصرة على الزواج منه، لذلك دعوت الله تعالى أن يجمعني مع هذا الرجل الذي أحببته واحبني في الخير، فأنا أعرف أن الله لا يرد دعوة من القلب، لذا أرجوكم أريد دعاء لتيسير الزواج من هذا الشخص”.
الإلحاح في الدعاء بالزواج من شخص معين
من بين الأمور التي يلجأ الإنسان إليها خصوصا النساء في الدعاء هي الإلحاح في الدعاء بالزواج من شخص معين.
والإلحاح في الدعاء بالزواج من شخص معين يدل على حاجة المرأة أو الفتاة للزواج من هذا الشخص، ربما لأنها ترى أن سعادتها تكمن في الزواج من هذا الشخص والعيش معه، لهذا تلجأ إلى الدعاء لكي يكون ذلك الشخص من نصيبها، كما رأينا مع الفتاة التي تحدثنا عنها في الأول وهذا أمر محمود ولا حرج فيه.
أدعية للزواج من شخص معين
من أجل الألحاح في الدعاء للزواج من شخص ما، يجب أن تحفظ بعض الأدعية التي ستحتاجها من أجل استخدامها في اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء من أجل تسخير الأمور وقضاء الحاجة، وهي هنا الدعاء من أجل الزواج.
هذه أفضل أدعية الزواج من شخص تحبه، يمكن أن ستخدمها الرجل من أجل الدعاء للزواج من فتاة يحبها، ويمكن أيضا أن تستخدمه الفتاة من أجل الدعاء للزواج من رجل تحبه.
- يا رب يا من تجيب دعوة الداعي إذا دعاك يا من تقول ادعوني استجب لكم أسالك باسمك الأعظم ووجدك الأعلى أن ترزقني بالزوج الصالح من حيث لا احتسب سبحانك إنك على كل شيء
- اللهم إني أعوذ بك من بوار الأيم وتأخر الزواج وبطئه وأسألك أن ترزقني خيرا مما أستحق من الزوج (الزوجة) ومما اّمل وأن تقنعني واهلي به/ بها.
- اللهم إني أحب فلان وتمنى الزواج منه من أعماق قلبي، اللهم إن كان لي فيه خير فلا تحرمني منه واجعله من نصيبي، أمين
- اللهم إني وقفت ببابك راجيا طالبا داعيا أن تجعل فلان من نصيبي وأن تجمعني معه في الحلال، اللهم إنك تعلم ما في نفسي وتعلم نيتي، وأني دعوتك لأمر فيه خير، فإن كنت ترى فيه خير لي فارزقني الزواج منه، وإن كنت ترى فيه شر فاصرفه عني.
- اللهم إني أحب فلان وأتمنى الزواج منه على سنة نبيك الاعظم صلى الله عليه وسلم، فاللهم إن كان عاصيا فأصلحه وأصلح سريرته وعلانيته واجعله من نصيبي واجعلنا على سرر متقابلين واجعل بيننا المودة والرحمة، إنك على كل شيء قدير
- “اللهم ارزقني الزوجة الصالحة إن نظرت إليها أسرتني وغ، غبت عنها حفظتني في مالي وعرضي وإن أمرتها أطاعتني وإن أقسمت عليها أبرتني. اللهم عجل بقبول دعوتنا اللهم آمين”.
- “اللهم يا عالم الغيب والمطلع على ما في الصدور اقض جميع حوائجنا وتجاوز عن سيئاتنا، نسألك اللهم بكل اسم هو لك أن تستجيب دعوتي ، اللهم يا مجيب الدعاء يا مغيث المستغيثين يا راحم الضعفاء أجب دعوتنا وعجل بقضاء حاجاتنا يا أرحم الرحمين”.
هل الدعاء بالزواج من شخص معين يغير القدر؟
قد يقول البعض أن أقدارنا مكتوبة عند الله تعالى ولا سبيل لتغييرها، وأن هذا الأمر ينطبق حتى على الزواج من شخص معين، قد يقول لك شخص معين، إذا كان مقدر لك / لكِ الزواج من هذا الشخص، فسوف تتزوجه، وإذا لم يكن مقدر فلن تتزوج/ تتزوجِ منه مهما حدث.
في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه أنَّ النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (لَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِخَطِيئَةٍ يَعْمَلُهَا)
ومعنى الحديث أن الدعاء يرد القدرٌ المرتَّب على عدم الأسباب التي تدفعه، فهذا القدرُ لدفعه أسباب؛ وأبلغُها في الدَّفع هو الدّعاءُ، ويكون مِن قبيل الحصر الدّعاء.
فالقدر نوعان قدر محتم لا يتغير، وقدر مرتب يتغير بالأسباب التي من أجلها يمكن أن يتغير، والإلحاء في الدعاء بالزواج من شخص مين يدخل في باب الدعاء المرتب، يعني أنه يمكن أن يتغير بتغير الأسباب، ومن الأسباب التي تؤدي إلى تغير القدر المرتب هو الدعاء، كما جاء في الحديث النبوي (وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ).
أوقات يستجيب الله فيها الدعاء
الإلحاح في الدعاء للزواج من شخص ما يفضل أن يكون في أوقات معينة يستجيب فيها الله الدعاء ولا يرد دعوة سائل دعاه في هذه الأوقات.
يجوز الدعاء بالزواج من شخص معين في السجود وأثناء الصلاة وخاصة . كما يستحسن الإلحاح في الدعاء أيضا في النصف الأخير من الليل وقبل وبعد صلاة الفجر، هذه الأوقات تكون فيها أبواب السماء مفتوحة ويقبل فيها الله الدعاء في القريب.
والله تعالى يحب العبد الملحاح الذي يلح في الدعاء إلى الله تعالى من أجل قضاء حاجته، والله لا يرد دعوة شخص دعاه بإلحاح.
هل يستجيب الله الدعاء بالزواج من شخص معين؟
يقول تعالي في كتابه العزيز (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) والدعاء نوع من العبادة، يعني أنك حينما تدعو الله من أجل تحقيق أمنية ما فأنت تعبد الله بهذا الدعاء. والله تعالى لا يرد دعوة سائل دعاه من صميم قلبه.
الأصل في الدعاء هو النية الصادقة ودعوة الخير، فإذا أردت أن يستجيب الله دعاءك يجب أن تكون دعوتك فيها خير سواء لك أو للآخرين، وأن يكون دعاؤك بكل جوارحك ومن صميم قلبك، إضافة إلى الإلحاح في الدعاء واللجوء إلى الله من أجل قضاء الحاجات.
ليس من الضروري أن يستجيب الله دعاءك في الحال، لأن هناك فترة بين الدعاء والاستجابة، واستجابة الدعاء قد يكون قريبا أو بعيدا، ومهما كانت استجابة دعوتك بعيدة، إلا وكانت فيها حكمة ربانية، وأن الله يخبئ لك شيئا جميلا وينتظر وصول الوقت المناسب لاستجابة دعوتك.
إذن دعونا نلجأ إلى الله بالدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
هل يجوز الدعاء بالزواج من شخص معين
الدعاء هو أفضل وسيلة يلجأ إليها العبد من أجل طلب أشياء من الله ليست في مستطاعه ولا يقدر الفرد على تحقيقها، ولا يمكن أن ندعو غير الله تعالى من أجل، لأن الله تعالى هو القادر على تحقيق المستحيلات.
والإلحاح في الدعاء من الأمور المحببة عند الله تعالى بما فيها الإلحاح في الزواج من شخص معين تحبه، لأن الله لا يرد دعوة سائل، خصوصا إلى كان يلح في الدعاء لله تعالى.
لكن استجابة الدعاء تبقى بين يدي الله، لأن العبد يدعو ولا يعلم هل ما يدعو الله لتحقيقه خير أم لا، والله تعالى إن رأى أن ما تدعو إليه خير رزقك إياه، وإن صرفه عنك ولم يستجب دعوتك، فاعلم أن ما تدعو إليه شر وليس فيه خير، لقوله تعالى “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ”.
قصص استجابة الدعاء للزواج من شخص معين
إذا كنت تشك بأن الدعاء الخالص يستجيبه الله تعالى مهما طالت المدة، فتابع، أحكي لك هنا قصة عجيبة لفتاة أعرفها شخصيا حكت لي قصتها عن الزواج، أرويه لكم هنا بتلخيص، تقول:
“قبل أن يكتب الله ويستجيب دعواتي وأتزوج بالشخص الذي أحبه قلبي، قبل أربع سنوات تعرفت على هذا الرجل فقط من بعيد وكان رجلا وسيما مؤمنا بالله وتقيا هذه الأمور سأعرفها عنه من بعد، وكان هذا الرجل أحد الأقرباء من العائلة، لكن لم يسبق أن التقيت به لأنه هو يسكن في المدينة وأنا أسكن في البادية…
بعد أن رأيته لا أخفيكم سرا أنني أعجبت به إعجابا شديدا، لكني كنت أقول مع نفسي، لا يمكن أن يقبل بي لأنني بنت البادية وهو يسكن في المدينة ولا شك أنه يعرف فتيات كثُر أجمل مني، لكن تمنيت من كل قلبي ومن أعماق قلبي أن يكتبه الله لي وأن يكون من نصيبي ويصبح زوجي…
شاء القدر أن نجتمع مع العائلة في أحد الأيام فتحدثنا وقد كانت العائلة مجتمعة ولحسن الحظ أننا تبادلنا أرقام الهاتف، مرت الأيام وكنت في بعض الأحيان أرسل له رسائل عادية مثل صباح الخير كيف الحال كيف حال العائلة، لكنه كان قليلا ما يرد على رسائلي وأنا معجبة به إعجابا شديدا، هنا قررت أن أرجع إلى الله بالدعاء والتضرع لأن يجعله من نصيبي…
كنت دائما ما أدعو الله في كل صلاة وفي السجود بأن يكون زوجي، في بعض الأحيان كان يجيب على رسائلي فنتبادل أطراف الحديث ونمزح ونضحك قليلا ثم يختفي مدة طويلة حتى أرسل له. من خلال الحديث معه، اكتشفت أنه شاب مثقف منفتح لكنه في الوقت نفسه فاهم للدين وللاسلام بطريقة رائعة جدا فهما صحيحا، وأنه ملتزم يؤدي الصلاة في وقتها ولا يرتكب أي محرمات، فزاد إعجابي به…
استمر الأمر على هذا النحو وأنا أدعو الله من قلبي الخالص، في الحقيقة لا أعلم ما حدث أحيانا أصبح يرسل لي، ويخبرني عن يومه ويسألني عن يومي، استمر الأمر هكذا تقريبا أربع سنوات، وطيلة هذه المدة كان أشخاص يأتون إلى منزلني يطلبون يدي، لكني كنت أرفض كل من يأتي لأن قلبي متعلق بشخص واحد فقط، وكانت أمي توبخني في كل مرة أرفض، وذلك لأننا كنا فقراء وكانت أمي وحدها من تعمل من أجلنا (لا داع لذكر أبي لأنها قصة أخرى)…
استمر الأمر إلى هذا النحو إلى أن حدثني يوما عن الزواج وقال لي ألا تفكرين في الزواج، فأخبرته بأن العديد من الرجال طلبوا يدي لكني رفضت وقلت له لأنني لا أفكر في الزواج الآن، لكن في الواقع ليس هذا هو السبب…
في أحد الأيام قلت مع نفسي سأخبره بكل شيء وبكل ما أشعر به، هكذا كان لكن بالتدريج، في المرة الأولى أخبرته بأني معجبة به، فكات إجابته عادية، فضننت بأنه لن يكلمن مرة أخرى، هنا كنت دائما ألجأ إلى الدعاء لأنني أعرف بأنه الوسيلة الوحيدة التي أملك، كنت أدعو الله في كل الصلوات وقبل الفجر بنية خالصة، وأقول (ربي إن كان هذا الشاب فيه خير لي فاجعله لي زوجا صالحا وأصلحني به واجعلني زوجة صالحة له)…
في الأخير جعله الله من نصيبي وكان شرطه ألا يكون هناك حفل زفاف بالأغاني والموسيقى، وبدلا من ذلك أن يكون حفلا على الطريقة الإسلامية.
وهكذا كان وقد جمعني الله مع من أحب لأنني كنت دائما مخلصة في الدعاء والتضرع إلى الله بأن يجعل هذا الشاب صالحا وأن يجعله زوجي وحبيبي، والحمد لله استجاب الله دعائي، فالحمد لله والشكر لله دائما وأبدا.”
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
