من هو خليل الله من الانبياء

الجواب: سيدنا إبراهيم عليه السلام

من هو خليل الله

هو سيدنا إبراهيم عيه السلام، بحيث جاء في القرآن الكريم في قول تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}. هذه المرتبة العظيمة التي استحقها نبيي الله إبراهيم عليه السلام، من جميل صفاته عليه السلام وعظيم أفعاله، فقد كان مؤمنا قانتا لله تعالى كثير التضرع ملبيا لأوامر الله سبحانه، ولقد رأينا ذلك في اختبار ذبحه لإبنه “إسماعيل عليه السلام”، كما ناقش أهل العلم سبب تسمية إبراهيم عليه السلام بخليل الله، فقال ابن الكثير رحمه الله ” وإنما سمي خليل الله لشدة محبته ربه -عز وجل- له؛ لما قام له من الطاعة التي يحبها ويرضاها”.

فهو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام”.

كما يشارك النبي محمد عليه الصلاة والسلام هذه الصفة والمنزلة العظيمة، وذلك لما رود عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: “سَمِعْتُ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- قَبْلَ أنْ يَمُوتَ بخَمْسٍ، وهو يقولُ: إنِّي أبْرَأُ إلى اللهِ أنْ يَكونَ لي مِنكُم خَلِيلٌ، فإنَّ اللهِ تَعَالَى قَدِ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا، كما اتَّخَذَ إبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا مِن أُمَّتي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أبَا بَكْرٍ خَلِيلًا”.

إقرأ أيضاً: من هو كليم الله

مولد إبراهيم عليه السلام

تتعدد الأقوال عن مكان ولادة سيدنا إبراهيم، يقال أنه ولد في دمشق، وقيل أنه ولد في حران، وقيل أنه ولد في الأهواز، وقيل أنه ولد في بابل بأرض العراق، في زمن الحاكم المستبد والطاغي النمرود، في زمن الكفر والشرك وعبادة الأصنام، ليبعث الله به عليه السلام، لتوحيد الله وتخلي عن الشرك وعبادة الأوتان. وأقام سيدنا إبراهيم في حران، بعدما تزوج سارة وخرج بها هي وابن أخيه لوط عليه السلام إلى ارض الكنعانيين.

وفاة إبراهيم عليه السلام ودفنه

تعددت الأقوال في سبب وفاة سيدنا إبراهيم عليه السلام وكم كان سنه عندما توفي، فقيل أنه مات مريضا، وقيل أنه مات فجأة، وقيل أنه توفي على عمر مئة وخمسا وسبعين سنة، وقيل مئة وتسعين سنة، وقيل مئتي سنة، كما أن المكان الذي دفن فيه عليه السلام، حسب قول جمهور من العلماء أنه دفن في مدينة الخليل بفلسطين، على يد أبنائه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام، عندما كان مع زوجته سارة في مغارة في حبرون ( مدينة الخليل حاليا ).

أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لنبي الله ابراهيم عليه السلام العديد من الأبناء، كان أشهرهم إسماعيل وإسحاق عليهما السلام، فقد كان إسماعيل الإبن البكر لإبراهيم عليه السلام، وقد كان اسماعيل نبيا ورسولا، فوصفه الله في القرآن الكريم بصدق الوعد، والأناة، والحلم، وإقامة الصلاة التي كان يأمر أهله بالقيام بها، وأم إسماعيل عليه السلام فهي هاجر، قيل أنه توفي عليه السلام وعمر 137 عاما، ودفن في الحجر، وإسحاق عليه السلام كان إبنا لسارة، وقد أثنى الله عليه في العديد من الآيات، وعند ولادة إسحاق عليه السلام، كان في عمر إسماعيل أربعة عشر سنة عليه السلام.

زوجات إبراهيم عليه السلام

كان لنبي الله إبراهيم أربعة نساء، أولهن سارة بنت عمه هاران، والثانية هاجر، التي كانت جارية أهداها ملك مصر لسارة، والثالثة هي كنعانية التي تزوجها إبراهيم عليه السلام بعد وفاة سارة، تدعى قنطورا بنت يقطن، أما رابعة حجون بنت أمين، قام بتزوجها عليه السلام بعد قنطورا.

دعوة إبراهيم عليه السلام

كان إبراهيم عليه السلام يدعو قومه بتخلي عن عبادة الأصنام والأوتان، وتوحيد الله عز وجل، لكنهم لم يستجبو لدعوته، كما أصر أباه على عدم التخلي عن عبادة الأصنام، فقام إبراهيم عليه السلام بتحطيم أصنامهم وترك واحدا فقط، ليبن لهم أنها لا تغني عنهم شيء، فقامو برميه في النار ليقتلوه، لكنه أنجاه الله تعالى منها.

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

كانت مكانة إبراهيم عليه السلام عظمية عند الله تعالى، فأعطاه العديد من الوصاف في القرآن الكريم:

قويا بصيرا: لقوله تعالى: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ) فقد كان عليه السلام قويا، وبصيرا في دينه، مستلما لأوامر الله.
صديقا: لتصديقه كل ما أمر به الله تعالى بالحق.
حليما منيبا: لقوله تعالى: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ) ومعنها عدم تسرعه في مجازة غيره، فقد كان يعفو عنهم، ومعنى منيبا أي كثير الرجع إلى الله والدعاء والإنابة إليه سبحانه.
كريما مضيفا: لقوله تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) فقد كان كريما عليه السلام.
سليم القلب: لقوله تعالى: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) فقد كان سليم القلب، نظيفا من الشرك والمعصية، موحدا لله وحده.
راشدا: لقوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ) فقد كان عليه السلام رشدا منذ صغره، بندمه على أخطائه.
حنيفا سامحا: لقوله تعالى: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).

إقرأ أيضاً: أول من قال الحمد لله

لقاء إبراهيم عليه السلام مع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

كان لقاء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، بنبي الله إبراهيم عليه السلام، في السماء السابعة في الإسراء والمعراج، وقد كان إبراهيم عليه السلام مسندا ظهره على بيت المعمور الذي أكرمه الله بزيارته، بعدما اجتهد في بناء الكعبة المكرمة في الأرض، كما أرسل إبراهيم في هذا اللقاء تحية والسلام لأمة محمد عليه الصلاة والسلام.

ألقاب إبراهيم عليه السلام

هناك العديد من الألقاب التي أثنى الله على نبيه إبراهيم عليه السلام، في القرآن الكريم وهي:

• إبراهيم خليل الله: هناك الكثير من الآيات في القرآن الكريم التي وصف فيها الله تعالى إبراهيم عليه السلام بالخليل، وذلك للمحبة والتوحيد الذي يحمله عليه السلام لله، والخلة في اللغة هي الصداقة، وهي تخلل المحبة في القلب.
• إبراهيم أبو الأنبياء: من ألقاب إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء، حيث خرج من ذريته الأنبياء والكتاب، فجميع من ذكرو في القرآن الكريم، كانو من نسل إبراهيم عيه السلام، باستثناء ثمانية، آدم ونوح وإدريس وهود ويونس ولوط وصالح عليهم السلام.
• وصفه الله تعالى بالصدق والصلاح، فقال:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا).
• سيدنا ابراهيم عليه السلام أوّل من يُكسى من الخَلق يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا وإنَّ أَوَّلَ الخَلَائِقِ يُكْسَى، يَومَ القِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ).
• وصطفاه الله فقال: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ).
• وقال: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ).

لماذا سمي نبي الله إبراهيم “خليل الله” ؟؟

إقرأ أيضاً: أول من قال السلام عليكم