ماهي السورة التي لا تحوي حرف الميم ؟

ماهي السورة التي لا تحوي حرف الميم ؟

المحتويات:

1 سورة الكوثر.

أ-آيتها:

2 سبب نزولها.

3 أجر السورة.

4 العبرة من السورة وبيانها الإعجازي

أ-العبرة:

ب-بيان إعجازها:

السورة التي لاتتضمن حرف الميم هي: الكوثر

1 سورة الكوثر

• إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ  فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ  إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ  

سورة  الكوثر من السور القرءانية المميزة، عدد أياتها ثلاث، وترتيبها بالمصحف الشريف 108، هناك اختلاف حول مكان نزولها، فاتجاه يقول أنها سورة مكية، وهناك من يرجح أنها مدنية، من بين سور القرآن 114، سورة الكوثر هي أصغر سورة قرآنية، بها عشر كلمات وإثنين وأربعين حرفا بتكرارها، أما بدون تكرار فبها 16 حرفًا، كالتالي: (أ، ن، ع، ط، ي، ك، ل، و، ث، ر، ف، ص، ح، ش، هـ، ت)، موقعها جاء بين سورة الماعون وسورة الكافيرون، وفي الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، حسب تقسيم المصحف الشهير، الذي يزعم أن واضعه هو “الحجاج بن يوسف الثقفي”، ترتيبها من حيث السور المنزلة فهي تحتل المرتبة الخامسة عشر، لاتتضمن أي سجدات تلاوة، (الكوثر) و(انحر) و(الأبتر)، هي كلمات لم ترد إلا في سورة الكوثر دون غيرها، مضمون الأية يدور حول النعمة التي أتى الله بها لرسوله محمد عليه أزكى الصلوات والسلام، ألا وهو نهر الكوث “أحد أنهار الجنة”، فعن عبد الله بن عمر: قال رسول الله :(الكَوْثَرُ نهرٌ في الجنةِ حافَتَاهُ من ذهبٍ ومَجْرَاهُ على الدُّرِّ والياقوتِ تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ من المِسْكِ وماؤُهُ أَحْلَى من العَسَلِ وأَبْيَضُ من الثَّلْجِ)، تتصمن السورة أمر الله تعلى على نبي محمد عليه الصلاة والسلام بإدامة الصلاة، ونحر الأضاحي تعبيرا عن الشُكر والحمد، ليبشره في آخر السورة بخزي أعدائه، وأن ذكرهم يسنقطع.

أ-آيات السورة

تبدأ السورة بآيت (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)، وهو خطاب الله تعالى لمحمد عليه الصلاة والسلام، فقد وهب له نهرالكوثر، وكما قلنا فهو أحد أنهار الجنة، ففي يوم القيامة سترد بحوضه أمته، فكل من شرب لن يعرف الظمأ أبداَ، وتعني كلمة الكوثر كذلك الخير الكثير، كهبة من الله تعالى لنبيه، ليأمره في الآية الثانية (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) بإدامة الصلاة، وبذبح النسك كطاعةً، وشكرا، وتقربا لله عز وجل، ليبن له في الآية الأخيرة (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)، حكمه على عدوه بقطع كل خير عنه.

2 السسب في نزولها

سبب نزول سورة الكوثر وفق أصح رواية لعبد الله بن عباس، قيل أنها نزلت بعدما إلتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالعاص بن وائل السهمي، عند باب بني سهم، ثم تحدثا، فسأل بعض صناديد قريش العاص بن وائل السهمي عن الشخص الذي كان يحدثه، فاجابهم بذلك “الأبثر”، أي الرسول صلى الله عليه وسلم، فالعاص بن وائل كان شامة بالرسول، بسبب موت إبنه من خديجة رضي الله عنها، وهو عبد الله بن محمد صلوات لله عليه، فكان وائل السهمي يدعو الرسول “بالأبثر” وهو الشخص الذي ليس له أبناء، تحمل إسمه  وبالتالي ينقطع نسله بعد موته، فأنز لله تعالى السورة الجليلة العيمة وهي سورة الكوثر، مبينا لرسوله فضله عليه، وحكمه على أعدائه والشامتين به، وكل من إعتدى على رسول لله صلى لله علي وسلم، بكلام مؤذي، أوفاحشة، أو وصف قدحي، فعاقب الله هؤلاء بقطع الخير عنهم، وفي رواية أخرى عن بن العباس، أن العاص بن وائل حينما كان يمر بالرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول له “إني لأشنؤك وإنك لأبتر من الرجال”، فلهذا أنزل الل بالأية الأخيرة قوله تعالى: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ ).

3 أجر السورة

جميع السور القرآنية هي قيمة عند الله تعالى تلاوتها واجب، وحفظها كان أفضل، كذلك سورة الكوثر من السور المهمة، والمميزة في القرآن أجرها كبير عند الله، فقد قال رسول صلى الله عليه وسلم حسب المذهب الشيعي:(من قرأ هذه السورة سقاه اللّه تعالى من نهر الكوثر، ومن كلّ نهر في الجنّة وكتب له عشر حسنات بعدد كلّ من قرّب قرباناً من الناس يوم النحر، ومن قرأها ليلة الجمعة مائة مرّة رأى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في منامه رأي العين، لايتمثّل بغيره من الناس إلّا كما يراه).

4 العبرة من السورة وبيانها الإعجازي

أ-العبرة:

إن الله يمهل ولايهمل، فعندما يتعلق الأمر بالدين، أو الإساءات التي كان يتلقاها الرسول صلى الله عليه وسلم عل يد الكفار، فقد جعل الله منهم عبرة لمن هم في السوء شركاء، كما هو الحال مع العاص بن وائل السهمي، فقد أبان الله حكمه وفضله على رسوله، وأبان دفاعه على الدين وعلى الذين آمنوا به، وعقابه على كل المتربصين بأهل الحق، فمادام الله تعالى بجوار أهل الدعوات فلن يصيبهم أي مكروه بإذنه.

ب- بيان إعجازها:

يتمظهر البيان الإعجازي لسورة الكوثر في الجوانب البلاغية، المكثفة في كلماتها العشر، فجملة (إنا أعطيناك) وردت بصيغت الجمع قصد التعظيم، ثم الفعل (أعطيناك) بصيغة الماضي قصد الإثبات والتحقق، أما (الكوثر) فهي على صيغة المُبالغة، وقد أضيفت الكاف إلى(ربك) من أجل تكريم النبي وتشريفه، تتضمن الآية الثالثة مؤكدينً الأول “إنّ” ووالثاني هو “القصر” بتعريف المبتدأ والخبر، أما كلمتي (الكوثر) و(الأبتر) وردا بصيغة الطباق.

هنا ك من إعتبر إعجاز السورة، يتمحوور حول العدد 10، وذلك لأن عدد كلماتها عشر، وعدد الحروف بالآية الأولى دون حساب التكرار هي عشر، ونفس الشيء بالنسبة للأية الثانية، والثالثة، إضافة إلى أن عدد الأحرف التي  وَردت بالسورة مرةً واحدةً هي عشرةٌ.