اسلامتعليمدين

حوار عن بر الوالدين

حوار عن بر الوالدين

✅ ستجد في هذا المقال ما يلي : عرض

لقد أنعم الله عز وجل علينا بنعم كثيرة لاتعد ولاتحصى ، ومن أهم  هذه النعم ، نعمة الوالدين ، لما لهما من فضل كبير  وعظيم على الأبناء ، فالوالدين هما سبيل الراحة والسعادة للولدين في هذه الحياة  ، ولقد امرنا آلله عز وجل بوجوب طعاتهما ونيل رضاهم ، لأن هذا الأخير هو من أحب الأعمال عند الله من بعد الصلاة ، وفي هذا الموضوع

مفهوم بر الوالدين

يمكننا أن نعرف  بر الوالين على أنه تلك  الطاعة  المطلقة لهما ، وكذلك إحترامهما وإظهار الحب والود لهم ، والإحسان إليهم بشتى الطرق ، ومساعدتهما بشتى الأساليب  سواء كانت المساعدة مادية أو معنوية بشرط أن تكون فما يرضي الله ، والعمل الدائم لكسب رضاهم ، والحرص على إدخال البهجة والسرور إلى قلبيهما  ، وطرد أي حزن يسيطر عليهما ، والصدق معهم .

تابع: حوار عن الوطن

فضل الوالدين 

يحظى الوالدين بفضل عظيم على أبنائهم لايظاهيه فضل ، فهما لهما الفضل الأعلى والأكبر بعد فضل الله ورسوله، وقد أبانت المكانة السامية للوالدين في القرآن الكريم, والسنة النبوية الشريفة، في أكثر من آية وحديث نبوي شريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أوصى الله تعالى بطاعة الوالدين، وأن رضاهما له فضل كبير على الأبناء من:

  • خير
  • وبركة
  • وتيسير للأمور
  • وأجر عظيم
  • وحفظ من السوء وغيرها…من الأمور التي سنتعرف عليها أكثر في هذا الموضوع

الأم

نتفق جميعنا على أن الجميع يعرف فضل الأم على الأبناء ، لأنها هي من تحملت الام الحمل والولادة الصعبة ، وهي التي قاست وعانت وسهرت الليالي في تربية الأبناء دون تعب أو ملل.

فلأم هي التي تظل بجانب أبنائها  عند المرض ،  وهي  الدفئ ونبع الحنان ، وهي المأوى اللذي يلجأ إليه الأبناء عندما تشتد عليهم  قساوة الحياة ليجدو الحب والسكينة ، فهي الشخص اللذي يساعدك  لي تتخطى جميع الأزمات ومشاكل الحياة دون أن تنتظر منك أي مقابل .

الأب

لايخفى على أي منكم فضل الأب على أبنائه ، يسعد الأب برؤية أبناءه وهم يكبرون حوله ، فهو حاميهم والحصن المنيع لهم اللذي لايمكن أن يخترق ، فهو من يتحمل همومهم وطلباتهم التي لاتنتهي بكل فرح .

يعمل الأب فترات طويلة دون كلل أو ملل لتوفير حياة طيبة لأبناءه ، فلأب هو الشخص الذي تلجأ إليه إن ضاقت بك زوايا الدنيا ، لينهض هو ويواجهها بدلا منك.

حوار عن بر وعقوق الوالدين

سنتعرف في هذا الحوار الذي يجمع بين الأب والإبن عن بر وعقوق الوالدين:

الأب : السلام عليكم يا بني. 

أحمد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أبي. 

الأب : كيف حالك اليوم يا بني، كيف كان يومك في المدرسة؟

أحمد : الحمد لله بخير يا أبي، لقد أخذت اليوم درسا هام جدا عن بر الوالدين. 

الأب : رائع يا بني فهو بالتأكيد درسا مهم، أعرفت ما هو بر الوالدين يا بني؟ 

أحمد : نعم يا أبي أن بر الوالدين هو عبارة عن طاعة الوالدين والامتثال لأوامرهم وعدم أغضبهم بالفعل أو القول. 

الأب : أحسنت يا بني، فقد وردت العديد من الآيات يا بني في القرآن الكريم تحث على بر الوالدين وطاعتهما أتعرف ما هي؟ 

أحمد : نعم يا أبي، فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا)  كما قال الله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا)، كما ذكر الله في كتابه (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) 

الأب : بارك الله فيك يا نبي، اتعرف أن رسولنا الكريم أيضا وصانا علي بر الوالدين. 

أحمد : بالفعل يا أبي لقد وصنا رسولنا ببر الوالدين فقد روى أبو داود عن أبي سعيدٍ الخدري: أن رجلًا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمَن، فقال: ((هل لك أحدٌ باليمن؟))، قال: أبواي، قال: ((أذِنا لك؟))، قال: لا، قال: ((ارجع إليهما فاستأذنهما، فإن أذِنا لك فجاهد، وإلا فبَرَّهما).  كما روي عن بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قلتُ: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: ((الصلاة على ميقاتها))، قلت: ثم أي؟ قال: ((ثم بِرُّ الوالدينِ))، قلت: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله)). 

الأب : أحسنت يا بني، ولكن تستطيع أن تعرف يا بني أهمية بر الوالدين في الإسلام؟ 

أحمد : ان بر الوالدين له أهمية كبير في الإسلام وذلك لأن الله سبحانه وتعالى أعطى لهما منزلة كبير بطاعتهما يدخل المسلم الجنة في الأخيرة، ويعد بر الوالدين سبب قوي وهام في تفريج الهم والكرب. 

الأب : أحسنت يا بني. 

أحمد : لكني اريد ان أسألك يا أبي ما هي عقوبة عقوق الوالدين في الإسلام؟ 

الأب : سؤال هام يا أحمد أن عكس كلمة بر هو عقوق والعوق للوالدين يا بني هو كبير من الكبائر في الأسلام، فلا يجب أن نغضب والدينا أو نرفض طاعتهما مدام لا يطلبون منا أن نشرك بالله. 

وقد حذر الله سبحانه وتعالى ورسوله من عقوق الوالدين وعن الجزاء الذي سيناله كل من يقوم بعقوق والديه فقد روى أبو الدرداء أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا يدخلُ الجنَّةَ عاقٌّ، ولا مدمنُ خمرٍ، و لا مكذِّبٌ بقدرٍ) 

واجب الأبناء نحو فضل الوالدين

إذا كان من الطبيعي أن يقوم الإنسان بشكر من يقدم له العون ويد المساعدة ، فإن الوالدان هم أحق الناس بهذا الشكر لما قدماه من محبة وعطاء وإخلاص دون الحاجة مقابل ،  وهذه التضحيات التي يقدمها الوالدين لابد أن يقابها حقوق واوجبات  يجب على الأبناء الإلتزام بها وذلك طما ذكرت في القرآن الكريم  

التواضع لهما ومعاملتهما برفق ولين وتقديمها في الكلام والمشي إحتراما لهما وإجلالا لقدرهما

الطاعة لهما وتلبية أوامرهما والإنفاق عليهما عند الحاجة .

إستعمال أعذب الكلمات وأجملها عند الحديث معهما .

خفض الصوت عند الحديث معهما وعدم إزعاجهما إن كانا نائيمين .

الدعوة لهما بالرحمةوالغفران وعدم مجادلاتهما والكذب عليهما .

إختصاص الأم بمزيد من البر لحاجتها وضعفها وسهرها وتعبها في الحمل والولادة والرضاعة.

والبر يكون بمعنى حسن الصحبة والعشرة وبمعنى الطاعة والصلى .

ثمرات بر الوالدين

–  البركة في العمر .

– المحبة والعادة وتيسير الأمور .

– التخفيف من سكرات الموت .

– سعة الرزق .

– تكفير الذنوب ، والفوز بالحسنات .

– الفوز بالجنة ، ونيل رضى الله .

– مكافئة الأبناء ببر أولادهم لهم .

– السمعة الطيبة والحسنة بين الناس .

عقوق الوالدين

عقوق الوالدين هو شيئ حذرنا منه الله تعالى ، وهي عدم طاعتهم وبرهم ، ومن بعض صورها:

التأفف في وجههم ، ونهرهم ، ومقاطعتهم ، والتكبر عليهم ، وضربهم وسبهم ، وإبكائهم ، وغيرها من المعاملات السيئة التي يقدم عليها الأبناء والتي تتسب في حزن الوالدين ، فطاعة الوالدين من طاعة الله تعالى ، فبالتالي عقوقهم سبب من أسباب دخول جهنم ، وغضب الله تعالى ، لهذا حرم الإسلام عقوق الوالدين وصنفهم ضمن أكبر الكبائر .

آيات قرآنية عن بر الوالدين 

أعطى الإسلام مكانة رفعية لا مثيلة لها في القرآن الكريم، وقد أوصا اله تعالى بالوالدين، من إطاعتهما والإحسان إليهما والبربهما، فهما باب من أبواب الجنة بقوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا) (سورة العنكبوت:8).

كما يقول الله تعالى في كتابه العزيز : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الإسراء:23 ,24)، فبعد عبادة الله تعالى الأحد، يأتي البر بالوالدين، وعدم قول أو فعل أي شي يحوز في نفيهما من تأفف، وطاعتهما حتى لو كانت طلباتهما كثيرة.

وفي قوله تعالى: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا) (سورة مريم:12-14) إذ وصف الله تعالة النبي يحيى صلوات الله عليه بالتقى والبار بوالديه ولم يكن  بعصياً لأوامر الله حيث كان يسارع في طاعة والديه.

وفي قوله عز وجل: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (سورة العنكبوت:8).

أحاديث نبوية شريفة عن بر وعقوق الوالدين 

إلى جانب القرآن الطريم فقد، تم ذكر الوالدين في عدد من الآحاديث النبوية الشريفة تأكيدا لما جاء به القرآن الكريم من البر بالوالدين والحرص على السمو بمكانتهيما في الدنيا، تكريما لمنزلتهما، فقد جاء على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم عن بر الواليدين وعقوقهما ما يلي:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رضا الربُّ في رضا الوالدينِ، وسخطُهُ في سخطِهما) رواه السيوطي، هنا تظهر مكانة الوالدين في الإسلام، من أراد رضا لله، عليه برضا الوالدين أولا.

عن الألباني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى إليه رجل يقول: (يا رسولَ اللَّهِ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ؟ فقالَ رسول الله: هل لَكَ مِن أمّ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها)، الأم هي أعظم من تم تكريمها في الإسلام، فمن أحسن إلى أمه أكيد دخل الجنة.

وسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ) رواه البخاري، فخير صحبة في الدينا هم الوالدين.

صلاح هاني

حاصل على إجازة في الدراسات القانونية- وحاصل على شهادة دولية في تطوير الأنظمة المعلوماتية - لدي خبرة في كتابة المقالات بمحتوى جد مميز في عدة مواقع عربية وأجنبية. الهدف الأساسي الذي أسعى إليه دائما في حياتي، هو تطوير المحتوى العربي في حلة ممتازة.
Subscribe
نبّهني عن

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments