تقنية

بطل قصة البؤساء لهيجو

قصة البؤساء أو “Les misérables” من بين أشهر القصص في القرن التاسع عشر، بطل هذه القصة هي “كوزيت”، وهي شخصية طفولية مستغلة من طرف المجتمع بالرغم من صغر سنها.
تعتبر “كوزيت” من إحدى الشخصيات الوهمية في قصة البؤساء التي ولدت في نهاية ١٨١٥، حيث كانت يتيمة الأب، وبقيت أمها “لفانتين” دون زوج من ذلك الحين.
كانت “لفانتين” عاملة في إحدى المصانع، وطردت من المدينة بتهمة ولادتها لطفلة غير شرعية أي عاهرة،
هجرت إلى بلدة “مونتروي” ثم بدأت تبيع جسدها وهي لازالت شابة، ولتتخلص من هذه المهنة القدرة، بدأت العمل بإحدى المعامل واضطرت ترك ابنتها كوزيت لأسرة “تيناردييه” القاطنة بفندق صغير، مقابل مبلغ من المال، وهذا بحد ذاته ابتزاز ل”لفانتين”، ولم تكن تعرف بأن “كوزيت” تتعرض لمعاملة سيئة من طرف أسرة “تينادييه”.

✅ ستجد في هذا المقال ما يلي : عرض


شرح رواية البؤساء لفيكتور هيجو:

تنطلق الرواية بخروج السجين “جان فالجان” من سجن “طولون” الفرنسي، الكائن بمدينة “ديني”، بعد قضائه لمدة تسعة عشر سنة، خمسة سنين منها بتهمة سرقة الخبز لأخته وأطفالها اليتامى الذين يعانون من شدة الجوع، أما أربعة عشر سنة جراء محاولاته للهروب من السجن.
بعد خروجه من سجن “طولون” عانى من عدم قدرته على المبيت في الفنادق نظرا لحمله جواز سفر أصفر، الذي يدل على أنه كان مجربا في السابق، مما أدى إلى تعاسته، وعودته إلى السجن لقضاء الليلة فيه، لكن تم رفضه بحجة أن السجن ليس فندقا مجانيا.
فتوجه بعد ذلك إلى كاهن لكنيسة كاثوليكية، وقام باستقباله، بعدها قام بسرقة صينية فضية وهرب، وأثناء القبض عليه قام الكاهن بتبرئته، مما دفع “جان فالجان” للعودة إلى الأخلاق الرفيعة، وابتعاده عن السرقة، الذي لم يكن السجن سبب تحوله من مجرم إلى رجل خير، بل كانت المعاملة الحسنة سبب ذلك.
هجر بعدها إلى مدينة “مونتروي”، الذي كان فيها مجهولا، حيث لا أحد يعرفه فيها، وأصبح مدافعا عن اليتامى والفقراء، حيث امتلأ قلبه بالنور، وكان من بين هؤلاء الفقراء حينها،.. وخصوصا عندما تعرف على أحد كهان الكنيسة الكاثوليكية، والذي أشفق عليه وهو يجثو قرب منزل الأسقف، مصليا، نادما، طالبا للتقوى والإيمان .. وكانت فرصة لتغيير إسمه باسم “الأب مادلين” حيث لم يكن يعرفه أحد بأنه “جان فالجان”.
بعد أيام عين عمدة للبلدة، بسبب إنقاده لطفلتين من الحريق، وكانوا ابنتين لقائد الشرطة، قبل “جان فالجان” هذا المنصب بعد إلحاح أهل البلدة بذلك.


تحسنت أوضاع البلدة بفضل إدارة “جان فالجان” وبنى معامل ومستشفيات عدة خلال خمس سنوات أمضاها بالإدارة، بين سنتي ١٨١٥ و ١٨٢٠، وأصبح حينها حبوبا من قبل أهالي البلدة، ورفضه للمناصب، مما دفع البعض للقول بأنه يطمع بمناصب أرفع، لكن كانت حقيقة الأمر أنه يريد خدمة المصلحة العامة وتخليص الناس من الفقر.
كانت فانتين تعمل بالمعمل الذي كان يديره “الأب مادلين” الذي كان في الحقيقة “جان فالجان” والذي عرف بقوة جسدية خارقة للعادة، مما دفع المفتش “جافير” للشك بأنه هو نفسه “جان فالجان” الهارب من السجن.
طردت “فانتين” من العمل في المصنع بسبب معرفتهم لحياتها السابقة، وهذا وقع دون علم “الأب مادلين”، وعندما علم بالأمر التقى بها ودفعه لتكون امرأة فاضلة.
وعلم بعد تحققه في الأمر بأن “جان فالجان” لازال مسجونا ب”طولون”، مما دفعه لمواجهته بهذا، بعدها اكتشف “الأب مادلين” أو”جان فالجان” بأن هناك مواطن بريئ سجن بمكانه، مما دفعه للإرتباك، لذلك ذهب إلى المحكمة للإعتراف مع إعطائهم الأدلة، وتم إدخاله للسجن وتبرئة المتهم الأول الذي احتل مكانه، بعدها ترجى المفتش “جافير” بإعطائه مهلة ثلاث أيام لتخليص “كوزيت” من القيود والمعانات وكذا إرجاعها إلى أمها، لكن بدون جدوى، كانت النتيجة هي وفات “فانتين”.
بعد هرب جان فالجان من السجن ثانية، أعطى للكاهن مبلغا من المال لدفن “فانتين” وتغطية محاكمته وكذا توزيع الباقي على الفقراء، وأثناء هروبه من البلدة أنقذ غارقا واختفى أثره فجأة.
توجه “جان فالجان” إلى البلدة حيث تقيم “كوزيت” وخلصها من قيود أسرة “تيناردييه”، كانت الزوجة ستعطيه إياها بدون مقابل، لكن “تيناردييه” الزوج، استغل الفرصة، وقام بابتزازه مقابل خمسمئة فرنك، وأعطى له المبلغ المطلوب مع إقناعه بالوثيقة التي أعطته إياها “فانتين” قبل وفاتها، وكان مضمون هذه الوثيقة هو استلام “كوزيت” من أسرة تيناردييه.
كان هذا المحتال “تيناردييه” مشاركا في الحرب الأخيرة، التي وقعت تحت قيادة نابليون بونابارت بين ١٧٦٩ و ١٨٢١، حيث كان دور تيناردييه هو تفتييش الموتى في الحرب لعله يجد ما ينفعه، بمعنى أنه محتال ولص.


ترك “جان فالجان” البلدة، متوجها إلى باريس رفقة “كوزيت”، وكان يعلم بأن المفتش “جافير” يبحث عنه، فهرب حينها إلى دار الراهبات، والتقى بشخص يسمى “فوشلوفان” الذي كان قد خلصه من الموت عندما كان عمدة للبلدة، وقرر رد الجميل، حينها أقنع الرئيسة بأن “جان فالجان أب ل”كوزيت” وبمتابة أخ له، وأخده يعمل بحديقته، ويعيش معه بالديار.
إنقلبت الأدوار، وأصبح “تينارديه” مفلسا، حينها هاجر إلى باريس رفقة زوجته وأبناءه، وبدأ يسرق ويتسول عن طريق زوجته وأبناءه، ثم بعدها أصبح يترأس عصابة خاصة بقطاع الطرق في باريس، وكان “جان فالجان” يقدم المساعدة للناس بذاك الحين.
كان المحتال”تيناردييه” يرسل رسائل ل”جان فالجال” يطلب فيها يد العون، دون علم أحد بالأخر، وكان محتوى الرسالة هو لقاء “تيناردييه” المحتال ب”جان فالجان، والتقيا بعد مدة ثلاثة أعوام، وتغير شكل كل منهما بعد ذلك.
عند وصول “جان فالجان” إلى الغرفة التي يقطن فيها المحتال”تيناردييه”، انتظر لحظة مجيء “جان فالجان” رفقة “كوزيت” حيث كانت الخطة هي بقائها رهينة ريثما يأتي “جان فالجان” بمبلغ كبير من المال، وحاول حينها “جان فالجان” الهرب لكن بدون نتيجة.
قام “تيناردييه” بهذا العمل الإجرامي رفقة قطاع الطرق، وبفضل الجار المسمى “ماريوس”، جاءت الشرطة مع المفتش “جافير” و طوقت المكان، واستغل حينها “جان فالجان” فرصة وقوع الفوضى، وهرب وألقي القبض على العصابة المحتالة.
المدعو “ماريوس”، كان ابنا لأحد الأشخاص الذين شاركوا بجانب “نابليون بونابارت”(١٧٦٩ – ١٨٢١)، حينها توفي أبوه، ورباه جده حين ذاك.
كان جد ماريوس يكره الثورة الفرنسية وما يأتي معها، ومع ذلك كان يحاول دائما مساعدة ماريوس، لكن الأخير كان يريد الإعتماد على نفسه.
كان يرى ماريوس أكثر من مرة، “جان فالجان” في الحديقة رفقة”كوزيت” واستغرب بجمالها حينها.


قبل وفاة أب “ماريوس” المسمى ب”بونميرسي” أخبر ابنه بأن يرد الجميل “لتيناردييه” لإنه سبب إنقاذه من الموت عام ١٨١٥، في معركة واترلو التي خسرها “نابليون بونابارت” من قبل الإنجليز.
لكن في الواقع، كان وقع”بونميرسي”جريحا بضربة سيف،وكان تيناردييه يفتش جيوب القتلى، وكان من بينهم أب ل”ماريوس” الذي كان جريحا، وسرق منه “تيناردييه” محفظة النقود وساعة يدوية، وتحرك الجريح أثناءها، وعلم تيناردييه بالأمر وأنقده، فتظاهر بأنه يبحث عن محفظته النقدية والساعة بعدما طلب منه أب “ماريوس ذلك.
لكن توضحت الصورة الحقيقية ل”تيناردييه” عندما لاحظ محاولة ابتزازه وسرقته ل”جان فالجان”.
قرر ماريوس قطع علاقته بجماعة”أصدقاء الأمة”، حيث أنه كان يحترم ويقدر “نابليون بونابارت” وكان من أكبر أعضاء هذه الجماعة.
بادل ماريوس الحب مع “كوزيت” وطلب موافقة جده على ذلك، المسمى”جيلنورمان” والذي يحبه كثيرا.
كان الجد لم يرى حفيده لمدة أربع سنوات، وانتهى لقاءهما بغيبوبة الجد بعدما أعطاه مبلغا من المال.
كان “ماريوس” لا يجني شيئا من المحاماة، وفكر بعدها في الذهاب إلى بريطانيا رفقة “كوزيت” وأن والدها قال بأنه سيهرب إلى هناك إيضا.
في سنة ١٨٣٢ انتشر مرض الكوليرا، إضافة إلى الثورة الفرنسية، التي انطلقت من حي سان انطوان، وشاركت في هذه الثورة كل من “ماريوس”، وابن “تيناردييه” وابنته “ايبونين” والتي كانت ترتدي ملابس الرجال، وأثناء وقوع الحرب وضعت الأخيرة يدها على فوهة البندقية، الموجهة نحو صدر “ماريوس”، واخترقت الرصاصة يدها، هذا لكونها تحبه حبا جما، واعترفت بذلك ثم ماتت بعد نقلها لرسالة “كوزيت”، وأرسل الجواب عن طريق “غافروش” ااذي عاد إلى المتراس و قتل هناك بجانب الثوار.
كان “راج فالجان” من بين الثوار في ثورة حزيران، حيث كان المفتش “جافير” أسيرا لدى الثوار، وعلم بعدها بأن “جان فالجان” قدم خدمة جليلة لصالح الثوار الفرنسيين، وأطلق “جان فالجان” سراحه بعدها.


خلال الثورة، أصيب “ماريوس” بجروح أثناء الإشتباكات، وحمله “جان فالجان”، من تحت النفق، ووجدوا أمامهم “تيناردييه” الذي ساعدهم للخروج من نفق المجاري، دون علم “تيناردييه” بأن هذا الإخير هو نفسه “جان فالجان” نظرا لتغير شكله، وعند افتراقه عن “تيناردييه”، إلتقي بالمفتش “جافير” وهو من ساعده في نقل “ماريوس إلى جده”جيلنورمان”، وكذا أعاده إلى بيته.
حاول المفتش”جافير” القبض عن “جان فيرجان” لكنه لم يقدر، لأنه كان له فضل في إطلاق سراحه، وبعدها أحس المفتش “جافير” بأن هذا بحد ذاته خيانة لعمله، وفضل الإنتحار بنهر السين، بعد أن تركه حرا طليقا.
وافق “جان فالجان” على زواج “كوزيت” ب”ماريوس” والذي ورث عن أبيه لقب “بارون” والذي حصل عليه من قبل، والذي أعطاه اياه “نابليون بونابارت” في معركة “واترلو”.
سحب “جان فالجان” مبلغا كبيرا من البنك، الذي يساوي تقريبا خمسمئة وأربعة وثمانين ألف فرنك، لأجل ابنته بالتبني”كوزيت”، وهذا المال كان له عندما كان عمدة، ووضعه في صندوق ودسه بإحدى الحدائق المهجورة، ثم اعترف جان فالجان ل”كوزيت” بأنها ليست ابنته، بل كان يريد ابنة ليعطف عليها ويحبها، ولكونها أيضا في حاجة إلى أب.


قام “جان فالجال” بقول الحقيقية ل”ماريوس”، أي أنه كان سارق لرغيف خبز، ذلك لإطعام أخته وأطفالها الجياع،.. حين علم “ماريوس” بالأمر بدأ يصدر مضايقة ل”جان فالجان”، وحزن الأخير لفراق ابنته المتبنية “كوزيت”، وأضرب عن الطعام ثم مرض ثم مات.
بعدها جاء “تيناردييه” عند “ماريوس” ليقول له بأن “جان فالجان” كان يحمل جثة بفوهات مجاري باريس، بدون علمه بأن هذا الأخير هو”ماريوس”، علم بعدها ماريوس بأن”جان فالجان” أنقد حياته، وأنه ناكر للجميل، وقال “لقد أنقد حياتي، لقد أعطاني إياك يا كوزيت، لقد ضحى بنفسه يا كوزيت، أنا ناكر للجميل يا كوزيت، أنا الخائن، أنا العديم الرحمة”
أخد “تيناردييه” مبلغا من المال من عند “ماريوس”، وسافر إلى أمريكا ليتمم خساسته، أما “جان فالجان” مات، الذي زرع الخير والمحبة في العالم، لم يعش لنفسه لحظة، عاش لأجل الناس، قد امتنع عن الطعام لأنه أدرك بأن رسالته استوحت العالم بأسره، إنه شخصية رائعة طاهرة، خالية من الحقد.


Subscribe
نبّهني عن

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments