حيوان وصف وصفاً دقيق في القران
مرحبا بكم متابعينا الأعزاء دائما في موقعكم m3luma.com
يسعدنا دائما أن نكون في خدمتكم، ونجيب عن تساؤلاتكم واقتراحاتكم.
سؤال اليوم هو: ما هو الحيوان الذي وصف وصفا دقيقا في القرآن؟
الجواب هو: البقرة
السورة التي ورد فيها وصف البقرة
من الحيوانات التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم البقرة، وقد ورد ذكر هذا الحيوان الأليف في سورة سميت باسمه، سورة البقرة، وهي السورة الثانية في ترتيب سور القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة.
ورد الوصف الدقيق في سورة البقرة من الآية 67 الى الآية 71، حيث يقول سبحانه وتعالى:
“وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) ” (البقرة . 67.68.69.70.71).
صفات بقرة بني إسرائيل
وصفت البقرة في هاته الآية في شكلها ولونها وجميع صفاتها، وسنذكر الصفات التي وصفت بها البقرة بكل تفصيل:
- لا فارض ولا بكر: معنى ليست كبيرة جدا في العمر، وليست صغيرة، بل متوسطة العمر، أي في عمر الشباب.
- صفراء: تساءل بنوا إسرائيل عن لون البقرة، فبين لهم موسى عليه السلام أن لونها أصفر فاقع، أي شديدة الإصفرار. تسر الناظرين، أي تعجب كل من يراها.
- لا ذلول: معنى لم يذللها العمل، كما ورد في تفسير الآية، أي لا تستخدم للعمل.
- تثير الأرض ولا تسقي الحرث: أي لا تستعمل في تقليب الأرض من أجل زراعتها، ولا تستعمل في الحرث.
- مسلمة: سليمة من كل عيب، ليست عمياء ولال عرجاء ، أي أنها تتمتع بصحة جيدة.
- لا شية فيها: ليست فيها أية علامة بيضاء أو سوداء، بل صفراء في كل جسمها ولا عيب فيها.
قصة بقرة بني إسرائيل
حينما نجى الله موسى ومعه بنو إسرائيل من فرعون، وبعد أن شق الله البحر لموسى وقومه، وأغرق فرعون وجنده، مع مرور السنين، كثر الفساد والقتل داخل بني إسرائيل، ولما رأى موسى عليه السلام كثرة القتل والترهيب،وهو رسول من عند الله، كان يحكم بإغرام القوم، إذا كان القتيل قريبا من دارهم، أما إذا وجد قتيل بين قبيلتين أو قريتين، كانوا يحسبون المسافة بين القتيل والقرية، فالقرية التي يكون أقرب إليها هي التي تغرم ديته.
ذات يوم تقدم شاب لخطبة فتاة، وكانت هذه الفتاة ابنة تاجر غني، وكان هذا الرجل عم الشاب الذي تقدم لخطبة الفناة، لكن الرجل رفض طلب الشاب وأهانه، فغضب الشاب غضبا شديدا، ووسوس له الشيطان ومعه إخوته أن يقتلوا عمهم أب الفتاة، ويرثوا كل ما يملك ويتزوج ابنته، ولكي لا يعرف الناس القاتل، وسوس الشيطان الى الشاب أن يتهم المدينة المجاوة بقتل الرجل، فأراد أن يكيد مكيدة. وفي يوم من الأيام أخرج الشاب ومعه إخوته عمهم من منزله بحيلة مدبرة، ثم قتلوه. بعد ذلك حملوه ووضعوه عند باب المدينة المجاورة.
وفي الصباح، وجد أهل المدينة الرجل ميث خلف الباب، فاختلفوا في أمر القاتل، ثم اقترح عليهم رجل صالح أن يحتكموا لدى نبي الله موسى، فذهبوا الى موسى عليه السلام وأخبروه بالقصة، بعد ذلك دعى موسى عليه السلام ربه ليبين له القاتل، وبعد أن جاء الأمر من الله، أمر موسى القوم بأن يذبحوا بقرة، لكن القوم اعترضوا واستهزؤوا بقوله، لذلك استفسروا عن صفات البقرة ، ثم أمرهم موسى بعد إذن من الله أن يذبحوا بقرة بتلك الصفات التي وردت في الآية والتي شرحناها سابقا.
صعب على القوم إيجاد بقرة بتلك الصفات وقد صعبوا الأمر على أنفسهم بكثرة الأسئلة، لأن موسى في الأول لم يحدد صفات البقرة بل قال “إن الله يامركم أن تذبحوا بقرة” دون تحديد صفاتها.
بعد بحث طويل وجدوا البقرة عند غلام، ورفض اغلام إعطاءهم إياها، لكن بعد أمر من موسى عليه السلام، قبل الغلام بشرط أن يعطوه وزنها ذهبا، فقبلوا، ثم أمرهم موسى عليه السلام بذبحها، فأوحى الله الى موسى أن يأخذ أحدهم جزء من البقرة ويضرب بها الميت، فأمسك أحد القوم جزء من البقرة المذبوحة وضرب بها الميت، فأحياه الله بقدرته، ثم جلس وأخبرهم بالقتيل، ومات بعد ذلك، فأمسك القوم بالقتيل، واعترف بجريمته والسبب الذي جعله يقتل.
كانت هذه قصة بقرة بني إسرائيل التي تعتبر عبرة لبني إسرائيل حتى يتبينوا ويتأكدوا بان الله على كل شيء قدير